العرب اليوم
حلم؟!
ناهض حتّر
الرئيس صدام حسين رمز للسيادة العراقية. والتجديد فترة رئاسية أخرى، له مضمون سياسي أصيل بالرغم من الشكليات غير الديمقراطية. بل دعوني أزعم أن غالبية العراقيين، من الموالاة والمعارضة الوطنية، سوف تصوت للرئيس… ضد العدوان الأميركي.
***
بيد أن ميزات الرئيس صدام بوصفه قائداً وطنياً تتناقض مع كونه عضواً في، وزعيماً لحزب البعث. فالبعثيون جزء من، وليسوا كل الحركة الوطنية العراقية التي جرى استبعاد أقسامها الرئيسية عن السلطة والحياة السياسية في العراق طوال ربع القرن الماضي. ولربما تكون هذه هي بالذات المشكلة الرئيسية في البلد الذي تسن الإمبريالية الأميركية سكاكينها لذبحه مستفيدة من انشقاقاته الداخلية وعزلته الخارجية.
***
والرئيس صدام… قد يكون الحل؛ ولكن…
بصفته رئيساً لكل العراقيين؛ وبصفته تلك، فسينتخبه العراقيون، في استفتاء حر، رئيساً مدى الحياة في نقطة انطلاق لإصلاح سياسي داخلي يجعل من مؤسسة الرئاسة مؤسسة وطنية فوق جميع الأحزاب والتيارات والاتجاهات والأقاليم والطوائف والإثنيات.
***
وإنني أتخيل السيناريو الآتي:
- المجلس الوطني العراقي يقرر الاستفتاء العام لانتخاب صدام حسين رئيساً مدى الحياة. وهو، بدوره، يتخلى عن عضوية حزب البعث. ويعلن دستوراً مؤقتاً ديمقراطياً لا يوجد في نصوصه “حزب حاكم” بل تعددية حزبية في نظام برلماني.
- يشكل الرئيس حكومة مؤقتة برئاسة شخصية عراقية مستقلة تضم في صفوفها ممثلين عن جميع الأحزاب والفئات الوطنية؛ وتكون مهمتها إجراء انتخابات عامة حرة لمجلس تأسيس يقر دستوراً ديمقراطياً، وتنبثق عنه حكومة مسؤولة أمام برلمان ذي سلطات حقيقية.
***
حلم؟! ولكنه حلم مشروع… ولا يتضمن أي تنازل للإمبريالية الأميركية… بل إنه على العكس، يتخيل كيف يمكن تحشيد العراقيين في ديمقراطية مقاتلة توحد المجتمع العراقي، وتطلق طاقاته العظيمة لإعادة بناء العراق، حراً وسيداً…وعظيماً.
***
…وأما التجديد مع قانون أحزاب يلزم القوى السياسية بالخضوع مسبقاً…”للحزب الحاكم” فهو لن ينتج سوى واجهات من الانتهازيين أو، في أحسن الأحوال، بنى حزبية مفرغة من الداخل تصح عليها الطرفة القديمة: “حزب (…) لصاحبه حزب البعث!”