الست جيزيل… شكراً

العرب اليوم

ناهض حتّر
لم تحضر جيزيل خوري، درسها لمقابلة رئيس وزراء الأردن. وهو، ايضاً، لم يحضر نفسه. كان اللقاء الذي بثته فضائية «العربية» اقرب الى الدردشة. وكانت جيزيل مرتاحة وودية للغاية… وكأنها في بيتها. وقد وصفت «الكوتا» النسائية بأنها «لزيزة» شكراً! ولكن لماذا لم تقرئي، يا جيزيل، كتاباً او حتى مقالاً جاداً عن الأردن، بدلاً من هذه الافكار (التشيب) المتداولة في قاعات التحرير الصحافية عن الأردن الذي يتكون-حسب جيزيل «من الفلسطينيين… والعرب… البدو!» وهؤلاء لديهم «مشكلة كيانية»! ومن المعهود، لدى بعض الصحافيين العرب، البحث في انفراط الكيان الأردني… اذا حدث زلزال في الجزائر!
ابو الراغب لم تستوقفه قصة «العرب… البدو»… ولا «المشكلة الكيانية». لم يكن ابو الراغب مرتاحاً… وكأنه أمام امتحان… ويريد الخلاص. ولم يستطع ان يخفي اعجابه بمقدمة البرنامج الشهيرة مع انها كانت في أسوأ حالاتها من حيث اللباس والماكياج. وقد تملكها الشعور الانثوي «اللزيز»، ووجدت انه من الطبيعي ان تتوسط-على الملأ-لقبول ترشيح السيدة توجان فيصل! وهنا، بالذات، كانت اجابة ابو الراغب جاهزة: فالحكومة لا تستطيع ان تتدخل في قرارات القضاء المستقل. وسوف تسأل جيزيل، بدلال، اذا كان القضاء الاردني مستقلا ًفعلاً أم… «زي غيرو»!
وكان رئيس وزرائنا يجاهد للحديث بالعربية الفصحى السليمة. وكان ينجح احياناً، لكنه يضطر، احياناً اخرى، للقول انه قضى ثلاث سنوات في رئاسة الوزراء «سحبة و حدة» … حين لم تسعفه الذاكرة لاستخدام تعبير «من دون انقطاع».
وجيزيل تسأل من دون انقطاع. وقد حصلت على اجابة ممتازة بشأن مسألة معان. وهي ممتازة لأنها تشتمل على كل الاجابات الممكنة. فأحداث معان نشأت عن ظروفها الاقتصادية -الاجتماعية، ولكن أيضاً بسبب وجود متطرفين اسلاميين. غير ان هؤلاء افراد وليسوا تنظيماً… الا انه تيار تشكل تحت تأثير قضايا المنطقة (العربية) في منطقة (معان) خارجة على القانون. ولكن كل شيء على ما يرام. لدينا متطرفون «في كل مكان» من الاردن… ولكن لدينا، ايضاً، ديمقراطية تسمح بالتعبير عن الرأي. وهو ما يستوعب المتطرفين الذين نراقبهم ونحاصرهم امنياً.
ونحن، بالطبع، لا نخاف «الترانسفير»… لأنه لدينا علاقات سياسية قوية مع اميركا. وهنا سيكون من حق جيزيل ان تسأل: اذن، ليش الغلبة على المعابر؟! لأنه هناك «اشاعات» عن الترانسفير. تبين انها غير صحيحة. نحن بالأصل نعرف انها غير صحيحة. ولكن هناك قوى أردنية متخوفة. الآن. توجد تسهيلات لأن الحرب انتهت. ونحن غير خائفين.
وقد كانت الست جيزيل سعيدة جداً لأننا حققنا نمواً قدره «حوالي 5%» العام 2002. وهي تسامحنا لأننا لا نعرف نسبة النمو لهذه السنة، ولكنها متأكدة من ان الاقتصاد الاردني سوف «يتأسر» بآثار الحرب. شيء طبيعي.
وحول «المشكلة الكيانية» لم يمكننا التوصل الى اجابة. غير اننا سمحنا بـ220 مسيرة وتجمعاً شعبياً اثناء الحرب على العراق. كم يعطينا ذلك في بارومتر الديمقراطية؟ سوف تحسبها جيزيل لاحقاً. الآن. لا. هي مسرورة جداً. وهي لم تسأل دولة الرئيس عن القوانين المؤقتة. ربما انها لا تعرف عنها. ليس مهماً. فقد اطمأنت، اخيراً، الى اننا ما زلنا نعترف بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بالرغم من قناعتنا بضرورة الدعم الخارجي لحكومة ابو مازن… مثلما اطمأنت الى ان الحركة الاسلامية «لن تجتاح الانتخابات». وعلى العموم نستطيع القول ان جيزيل خرجت من اللقاء مطمئنة جداً. وقد ربتت على ظهر الاردن «الشاطر»!

Posted in Uncategorized.