منطقة خطر
ناهض حتّر
مرة تذاكى الرجعيون، وسخروا من قول القائل: “خسرنا سيناء… ولم نخسر عبد الناصر!” وفيما بعد علمنا ماذا يريدون. قالها الشاعر عبد الرحمن الابنودي لهم، بعد ١٩٧٣:
“يا خوفي من النصر
ترجعْ سينا
وتضيع مصر!”
وضاعت مصر، لانها بلا ناصر! وضعنا لأننا بلا أحلام… بلا بندقية… بلا نشيد يقول:
“احنا بلدنا للنهار
بتحبّ موّال النهار”.
وتشتدّ العتمة، وتوشك الأمة على الانهيار الشامل، فنتذكر عبد الناصر. ذلك ان ناصر للمستقبل! وأراهن أن ما يعتمل في قلب الوطن العربي الآن، هو ناصرية جديدة، ربما يكون لها اسم جديد، وستكون لها حتماً مضامين جديدة، أكثر جذرية وأكثر شعبيَّةً، وأقلّ أخطاءً… ولكنها ترتبط بالمشروع العظيم الهادف الى وطن متحرِّر من الهيمنة الامبريالية، وقادر على دحر الصهيونية؛ وقادر على إسالة أنهار العرق من جباه ملايين الرجال والنساء في ورشة تنمويّة لصالح الكادحين؛ في وطن عربي واحد قويّ، متقدم، سيّد!
يقول الشاعر المصري اليساري احمد فؤاد نجم، الذي ذاق، مع الاف اليساريين المصريين، آلام السجون الناصريّة، بعزّة: “وانْ كان جَرَحْ قلْبنا… كلّ الجروح طابتْ!”، فالذي يبقى من عبد الناصر هو الحلم الشعبي الذي كاد مرة أن يصير واقعاً، قبل أن يتحطم على أيدي يهود الخارج… ويهود الداخل، وهو حلم ساكن في أفئدة الجماهير العربيّة، وستجعله، مرة اخرى، واقعاً! هذا ما يبقى، وهذا ما سيكون! أما التفاصيل فسنشبعها نقاشاً!
المهم… الجوهريّ هو صوت عبد الناصر مجلجلاً “ارفع رأسك يا أخي”، وهو صوت لا يغيب، ولا يحاوَر الا من موقع العبوديّة، فالعبد، وحده، هو الذي يحاور من يستحثه على مغادرة العبوديّة، مرفوع الهامة!
نحن العبيد! ننتظر الصرخة… أن تصدح، هذه المرة، من أعماقنا! هذه المرة… عبد الناصر يخرج من دمنا… من قلوبنا… ويجلجل صوتنا الجماعيّ: لا… لن نكون عبيداً في امبراطورية «اسرائيل» الشرق اوسطيّة! اننا امةٌ تهبّ من الرماد كما السيف، وتضرب وتد الحرية في التاريخ!