منطقة خطر
أخي العزيز ليث*
صباح الخير
حماك الله يا أخي… فإنّ فوزّك المؤزر الذي أثلج صدورنا -مع أنه لا فرح في أيام الأمة السود هذه -سيغضب قوى الاستبداد والاستسلام ويؤرقها!
أشدّ على يدك، وأحيّي فيك الشجاعة والإقدام والصبر… ولعلّها لحظة ندرك فيها ماهيّة المعدن الأصيل لجماهيرنا -ونقابة المهندسين نقابة جماهيرية -وطبيعة التوجهات السياسية عند شعبنا.
لقد تابعت في الأيام الماضية، وحتى اليوم، مجريات العملية الانتخابية، والاهتمام الشعبي والرسمي بها، وأيقنتُ أنها حدث رئيس في الحياة السياسية الأردنية، فليس ذلك الاهتمام خاصاً بنقابة وبشؤون نقابية، بل هو اهتمام سياسيّ بالدرجة الأولى، وهذا ما ينبغي لنا أن نتوقف عنده!
لقد تمنى الكثيرون -وأنا منهم -لو كانوا في اليومين الماضيين مهندسين ليصوّتوا لك، وما أحسب أن الأصوات النقابية التي أخذتَها هي مجرّد رمز للتأييد الشعبي الذي تلمسناه لخطك ونهجك في التصدي الثابت للاستسلام والتطبيع.
وانتخابات نقابة المهندسين، مؤشر على الاتجاه السياسي الشعبي في بلدنا، ربما أكثر من الانتخابات النيابية… فالنقابة جماهيرية، والانتخابات فيها نزيهة وحرة من القيود ومن الضغوط العشائرية والمناطقية… وهي، بالتالي، تعكس، بوضوح ودقة، ما ينبض به قلب شعبنا!
لقد تأكّد لي أن القضية الرئيسية عند شعبنا، هي قضية مناهضة الاستسلام والتطبيع… والتصويت للإخوان هو تصويت لقوة على “يسار” ما يسمى ” بالحركة الوطنية” في القضية الرئيسية تلك. والتصويت لك هو تصويت لقوة على يسار الإخوان! وإذاً فإنّ الملحّ عند شعبنا هو تلمّس طريق مقاومة، الصهيونية ومشروعها الذي يعمل له يهود الخارج… ويهود الداخل!
أخي ليث.
أهنئك… أو كما قال الصديق الدكتور هشام غصيب، صباح هذا اليوم… نهنئ، أنفسنا.
أخوك
ناهض حتّر
*نص رسالتي بالفاكس، إلى الصديق ليث شبيلات، صبيحة اعلان نتائج انتخابات نقابة المهندسين.