ناهض حتّر
حسب “الكاتالوج”، ينسب الليبراليون لأنفسهم فضائل إنسانية. إنهم مستعدون حتى لبيع حقوق الأوطان بحجة حقوق الإنسان! أما العنوان الأثير لديهم، فهو مغرٍ حقاً: حقوق المرأة. هل نتحدث، أيضاً، عن حرية الصحافة والطباعة والنشر؟ عن حرّية الكلمة؟!
ولكن، ماذا عندما يقوم الليبراليون باعتماد جلّاد على رأس موقع إعلامي حساس؟! هؤلاء هم، إذن، الليبراليون الجدد-المحافظون الجدد المرتبطون بـ “غوانتنامو” و “أبو غريب”. بل قل إنها ليبرالية الجلادين!
أنا… لم يقل لي أحد عنه، بل ما زالت آثار قبضاته على وجهي. ما تزال آثار كلبشاته على رسغيّ وعصاه وهي ترشل من دمي. هذا “الإعلامي”… خبير بتحويل الإنسان إلى “فروج” والإجهاز عليه! “فروج”؛ نعم. تقيّد اليدان إلى القدمين، ويُرفَع الجسم كله على محور خشبي… ويبدأ الجلّاد، تلذُّذَه المريض بإهانة الجسد البشري وكرامة الروح الشابّة!
دعك، بالطبع، من الصفعات والركلات والشتائم البذيئة وساعات التحقيق الطويلة المرهقة المؤلمة الوحشية، وادخل، فوراً، إلى “المفرمة”: غرفة 3م X 3م مليئة بالجلّادين، يهوي عليك أحدهم بقبضته، تتلافاه… ليضربك الآخر. هكذا تجد نفسك في “مفرمة” تنقلك من زاوية الغرفة إلى زاويتها الأخرى، إلى أن تخرّ، حين يبدأ سلخ القدمين…
دعك من السخرية بالمبادئ وبالوطنية وتحقير كل ما هو جميل على الأرض! دعك من وطأة القدم على قلب الفتى في ربيعه السابع عشر! تكسيره… وتدمير روحه، من أجل تحويله إلى إمّعة!
دعك من ذلك كله… لنأتِ إلى “حقوق المرأة”: يعرض الجلّاد، في غرفة التحقيق، صوراً لصبيّة! الجلّاد يهدّد باغتصابها على مرأى من الفتى! “سنأتي بها… و …” يقول الجلّاد، وينهمر الكلام البذيء في كل اتجاه، نحو كل القيم، صوب أغلى الناس… وأشرف الرجال!
حسناً أيها “الليبراليون”! لا نريد نكء الجراح. هل تسحبون رجلكم رجاءً؟!