العرب اليوم
ناهض حتّر
ليس عندي يقين، بعد، بأن العدوان الأميركي على العراق، أصحب قَدَراً. فالتفاعلات على الصعيد الدولي، ما تزال غير حاسمة تجاه المسألة العراقية التي أصبحت، بالفعل، مسألة دولية من حيث أن مضمون حلّها سيؤثر، مباشرة، على الوضع الدولي، مثلما سيكون له آثاره المتباينة من حيث حجمها على معظم بلدان العالم.
.. فعدوان أميركي على العراق غير مغطى من قبل الأمم المتحدة، يعني شيئين في الوقت نفسه: (1) انكشاف موازين القوى الدولية لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية بما يقلص، جذرياً، قوة ومكانة ودور وهيبة ما يسمى بالقوى الكبرى. (2) وسقوط الهيمنة الأميركية، السياسية والمعنوية. ومؤدى ذلك ان العالم كله سيجد نفسه أمام مهمة مطروحة هي الخلاص من السيطرة الأميركية.
وعدوان أميركي على العراق لا يستهدف إطاحة النظام العراقي، ولا ينتهي إلى هذه النتيجة، سيكون مجرد جريمة شنيعة، وبداية النهاية لسياسات اليمين الأميركي.
والوصول إلى حكومة دمى أميركية في بغداد، سيؤدي، حالاً، إلى انتكاسة أوروبية وروسية وصينية، سياسياً واقتصادياً؛ وبالمقابل، فإن توافقاً دولياً على بديل متوازن للنظام الحالي، يعني قبول واشنطن باقتسام الكعكة العراقية مع شركاء عديدين ومتطلبين، ما يجعل الإدارة الأميركية تميل، حسب اعتقادي، إلى تلافي مثل ذلك التوافق، أو تأجيل القصة برمتها.
هل هنالك إمكانية للتفاهم بين واشنطن وبغداد!؟ ربما يكتشف الأميركيون أن صفقة خاصة مع النظام الحالي ربما تكون أقل كلفة من الانفراد بعمل عسكري معزول في العراق أو التوافق الدولي على تغيير ليس أميركياً بالكامل.
نلاحظ أن الموقف الأميركي العام متردّد، ليس، فحسب، بالنظر إلى السجال الداخلي الذي لم يتوقف، ولكن بالنظر إلى التصريحات التي ما تزال تتضارب، من قبل أركان الإدارة الأميركية، بين موقفين يرى أحدهما (باول) علناً أن إسقاط النظام العراقي – قد لا يكون هدفاً حتمياً إذا التزم ذلك النظام – ضمناً – بما يريده الأميركيون.
***
الصورة ما تزال غير واضحة. وما يزال التدخل العربي، رسمياً وشعبياً، ذا أثر في توضيحها، ومع الأسف الشديد، فإن الإرادة العربية ما تزال مشلولة.
الصورة ما تزال غير واضحة
Posted in Uncategorized.