ناهض حتّر
أثارت مقالتنا «بابا عربي» لغطاً، وأسئلة، اختار الاجابة على ثلاثة منها:
*هل يمتنع على كاتب علماني الخوض في شؤون دينية؟ اعتقد لا. طالما كان الشأن الديني المعني هو شأن سياسي اجتماعي.
نعم. أنا لستُ مسيحيا بالايمان. ولكن أنا كذلك بشرف الانتماء الى العشائر العربية الاردنية التي عرّبت، من العهد البيزنطي، هذه الديار، وانطقتها العربيّة الفصحى، ثم نصرت الاسلام، وانتصرت به، ثم حملت لواء الدولة الاموية، وأسالت دماء أبنائها على حد الرماح والسيوف، كي “تُلْحِق الدنيا ببستان هشام” وظلت على العهد، لم تزلّ بها قدم من اغراء عدوّ او من ظلم شقيق، عربية الهوى والسيف واللسان، تاريخها شرف ومجد.
ان العرب المسيحيين واقع اجتماعي سياسي قائم وأساسي للقومية العربية، ولمضمونها السياسي وبعدها الحضاريْ… وممّا يمس بهذا الواقع تبعية قسم من العرب المسيحيين الى مرجع ديني صار، على الضد من السيد المسيح، يعترف بالكيان الصهيوني وبالقيم اليهودية التي كانت المسيحية ثورة انسانية في مواجهتها…
ونعيد القول ان ما يرضاه بابا الفاتيكان، وياسر عرفات، وغيره… لا ترضاه المسيحية العربيّة لانها، به، تلغي ذاتها، ولا ترضاه العروبة لانها، به، تلغي تميّزها الحضاري من حيث هي رابطة قومية لا دينية!
وهذه ليست، وحدها، التي دعتنا الى اقتراح قيام كنيسة عربية موحّدة وتنصيب بابا عربي… ولكنها الحدّ الذي عنده تصير العلاقة مع الفاتيكان جرحا في قلب المسيحية العربية، يدعوها نزيفه الى الانعتاق والتحرّر من الذين جمعوا الضدين (التوراة) و (الانجيل) في كتاب واحد!
*وأخيرا، أوضح أن الوجود المسيحي في الوطن العربي ينحصر في منطقتين هما الهلال الخصيب (سوريا والعراق) ومصر… ولمصر كنيستها الوطنيّة المستقلة المعادية لليهودية والصهيونية؛ بينما يتوزع مسيحيو الهلال الخصيب، على طوائف وكنائس… آن الاوان لكي تتوحد في كنيسة عربية موحدة يرأسها بابا عربي