هذا العالم
معتز السلطي
مرحى… حنان عشراوي!
حنان رفضتْ (أو هكذا يُقال) المنصب الأهم في دولة “غزة وأريحا وملحقاتها”، أي منصب السفير الفلسطيني لدى واشنطن!
وحنان رفضتْ أيضاً (أو هكذا يُقال) المنصب الوحيد الذي تعبّر فيه دولة عرفات عن سيادتها، أي منصب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة حيث يتاح للقرار الفلسطيني المستقل، أن يمارس “استقلاله” بالتصويت إلى جانب المندوب “الإسرائيلي”…ومعه… دائماً!
وحنان… رفضت (أو هكذا يُقال) كل المناصب الرسمية… واختارت أن تنتقل إلى “صفوف الشعب”، وتقتعد المنصب الأعلى في “الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني”!
حنان إذاً، عادت إلى استذكار دروس أستاذها القديم في النضال (إلياس شوفاني -أحد قادة فتح الانتفاضة سابقاً) بعد أن أظهرت، خلال سنتين، كل فنون التفاوض، التي أتقنتها على أيدي أساتذتها الأميركيين!
مرحى حنان عشراوي!
فما تزال هذه المرأة-الأسطورة، قادرة على الانتقال من الرفض إلى القبول، ومن القبول إلى الرفض… كالمرجيحة!
مرحى حنان عشراوي!
تلك التي، بإنجليزيتها الممتازة، ولباقتها، وأناقتها، وابتسامتها العريضة والعرضيّة، ساهمت، جدياً، في المحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والقومية… فكان ما كان!
…وها هي اليوم، تتقدم الصفوف للإسهام، الجدّي أيضاً، في المحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني… الإنسانية!
اللهم لا نسألك ردّ القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه!