ناهض حتّر
حزب شارون الجديد “كاديما” هو حزب الوسط القوي في اسرائيل الأن، وقد همش، على جانبيه، حزب اليمين “الليكود” وحزب اليسار “العمل”.
ومن المرجح ان يفوز كاديما الشاروني باغلبية برلمانية تتيح له تشكيل الحكومة، بل واتخاذ قرارات «تاريخية»، تعكس الاتجاه السياسي العام في المجتمع الاسرائيلي ازاء القضية الفلسطينية.
على هذه الخلفية، فانه من الواقعية النظر الى برنامج «كاديما» لفلسطين، ليس فقط باعتباره برنامج الحكومة الاسرائيلية المقبلة، بل ايضا البرنامج الاسرائيلي – الذي سيحظى، عند تطبيقه، بدعم «اليسار».
اخطر ما في هذا البرنامج انه يتضمن آليات تنفيذه من طرف واحد، فهو ليس معروضا للتفاوض، وستجد السلطة الفلسطينية – ومعارضوها – معا، انه لا مفر من التعامل مع الواقع الذي ينشئه برنامج كاديما على الارض، بل وربما يجري تصويره «كانتصار».. مثلما حدث مع الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من غزة.
برنامج كاديما هو برنامج شارون: رسم حدود الدولة الاسرائيلية «وبالتالي الفلسطينية» من طرف واحد على اساس اقتطاع القدس ومناطق الاستيطان الاساسية ومناطق امنية، بل ومناطق لها اهمية تاريخية! وما يبقى من الضفة الغربية «بالاضافة الى قطاع غزة» سيكون هو الدولة الفلسطينية التي ستقوم «على اساس ديمغرافي»!! اي في اطار كانتونات لمناطق الكثافة السكانية الفلسطينية.
يرفض البرنامج الشاروني، بالطبع، عودة اي لاجيء الى مناطق ال¯ 48 ومن نافل القول ان الاراضي القليلة المتاحة للدولة الفلسطينية، مواردها، لا تستطيع واقعيا، استيعاب عائدين الى مدن وبلدات ومخيمات مكتظة بالسكان.
نحن، اذن، نواجه الانزلاق نحو التعايش مع «واستيعاب» حقيقة التوطين السياسي في بلدنا، المفتوح على الاحتمال «الواقعي» للعلاقات الفدرالية او الكونفدرالية مع «مناطق» الكثافة السكانية في الضفة.
هذه العملية الجارية بالفعل امامنا، نواجهها بانعدام الارادة السياسية، سواء لجهة التصدي لها او حتى ضبط ايقاعها ورسم حدودها، وتلافي الجوانب الاكثر خطرا من استحقاقاتها.
وبالعكس، هناك صمت كصمت القبول، وتعامل بالقطعة مع استحقاقات كبرى، وترتيب اجتماعي – سياسي داخلي متساوق مع الخطة الشارونية.
نلتحف بالاوهام.. بينما يقترب تسونامي كاديما من فراشنا.