اصطلاح اعلامي مضلل

ناهض حتّر
الاصطلاح الاعلامي السائر – للوصف والتحليل السياسيين -: “سنة” و “شيعة”، تكذبه الوقائع والتطورات في العراق. فبين “السنة”، هناك تيارات سياسية مختلفة – وبعضها متعاون مع الاحتلال وهيئاته المحلية، وبعضها طائفي متطرف – وبين «الشيعة»، تيارات سياسية متصارعة – وبالسلاح – منها تيار جماهيري عروبي معادٍ للاحتلال والمليشيات الطائفية والاتنية الحاكمة تحت حمايته.

وهذا هو «التيار الصدري» الذي «يستبعد – حسب احد قادته – حربا – طائفية في العراق، لكنه يتوقع قتالاً بين الفصائل الشيعية» وهذا القتال لا يقوم على خلافات فقهية، بل سياسية تتمثل في الموقف من الاحتلال الامريكي والفدرالية والنفوذ الايراني وعروبة العراق ووحدته ومصالح الفئات الشعبية.

رافضو الوثيقة الدستورية الاستعمارية الطائفية التقسيمية في العراق، ليسوا هم «العرب السنة» وحدهم. فملايين العرب الشيعة يرفضونه ايضاً. وقد اظهروا هذا الرفض المبدئي في مظاهرات حاشدة.

من الواضح للعيان، اذن، ان المشهد السياسي العراقي لا ينقسم الى «سنة» و «شيعة»، بل الى وطنيين عراقيين وعروبيين من جهة، وطائفيين وعنصريين ومتواطئين مع الاحتلال الامريكي والاطماع الايرانية والاسرائيلية في العراق، من جهة اخرى. ولسوف تشهد الاشهر القادمة، وضوحاً اكثر حدة في هذا المشهد.

صحيح ان جبهة القوى الوطنية العروبية ليست متحدة ذاتياً، حتى الان – وهذا هو السر في قوة الخصوم – ولكنها تسير في خط واحد موضوعياً. وما يمنع انصهار هذه القوى، خلافات يمكن تجاوزها، بل سيتم تجاوزها تحت ضغط التطورات اللاحقة، وهذه الخلافات تكمن في ثلاث نقاط «1» الموقف من نظام الرئيس صدام حسين «2» الموقف من «القاعدة» «3» الموقف من «المرجعية» لكن نظام صدام اصبح من الماضي، و «القاعدة» تيار وافد، وموقع «المرجعية» يتهاوى فعلياً. الاصطلاح الاعلامي: «سنة» و «شيعة»، في المحصلة، مضلل. انه لا يعكس الواقع بل يعبر عن سياق ايديولوجي هدفه اصطناع الطائفية السياسية في العراق العربي. فإذا كنا ننبذ هذا الهدف، علينا ان ننبذ سياقه الايديولوجي واصطلاحاته.

Posted in Uncategorized.