ناهض حتّر
خلال الأسبوع الماضي الساخن، في لبنان، تعرض «تيار المستقبل» الى هزّة عنيفة. فقد اتضح ان المعارضة استطاعت ان تستقطب – بالاضافة الى الشيعة وأغلبية المسيحيين وقسمٍ من الدروز – أوساطاً قيادية وجماهيرية من السنّة في طرابلس وصيدا وعكار. وهي مناطق سنية استجابت للاضراب العام الذي نفذته المعارضة، الثلاثاء.
وكانت تلك لحظة صعبة للغاية على «تيار المستقبل» الذي كان، في وقت سابق، يهيمن على المفاصل الرئيسية للحياة السياسية اللبنانية، ثم انحسر، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الى كونه حزب السنّة، قبل ان يصبح، اخيراً، حزباً سنياً من بين احزاب وزعامات سنية أخرى، استطاعت اعادة نسج حضورها وشبكاتها الجماهيرية.
في «اليوم التالي»، كان أمام «تيار المستقبل»، خياران أولهما: السعي لاسترداد موقعه الهيمني، من خلال الانفصال عن المليشيات – المسترجعة من زمن الحرب الاهلية من «الجنبلاطيين» و«القواتيين» – والمبادرة الى ترتيب وقيادة حكومة وحدة وطنية، وثانيهما ان يتحول هو نفسه الى مليشيا.
وبدا، في احداث «جامعة بيروت العربية»، الخميس ان «تيار المستقبل» قد أخذ بالخيار الثاني، تحت ضغوط خارجية – امريكية – فرنسية – وداخلية – خصوصاً تحت وطأة المبادرات القتالية التي اقدم عليها، بصورة علنية، حليفاه سمير جعجع ووليد جنلاط. وبالخلاصة، حَمَل ما كان يُعرف بتيار «المثقفين والمهنيين ورجال الأعمال»، السلاح في أزقة بيروت، وتورط في القتل على أسس مذهبية. وربما تكون هذه ، بحد ذاتها، أكبر هزيمة يمنى بها حزب يقدم نفسه كقوة قيادية في لبنان، والاقليم.
مساء الخميس اللبناني الدامي، أصدر السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري، بياني تهدئة، بعدهما، مباشرة، اطلق وليد جنبلاط، تصريحات حربجيّة تصب الزيت على النار. واصبح جلياً ان جنبلاط – جعجع يأسران قرار الحريري الشاب، ويحولان دون المصالحة الوطنية في لبنان.
“تيار المستقبل” في لحظة الاختيار!
Posted in Uncategorized.