خريطة جديدة للشرق الاوسط؟

ناهض حتّر
خريطة جديدة للشرق الاوسط، يستطيع القارئ الاطلاع عليها في موقع «البديل العراقي» www.albadeel iraq. comمع ترجمة عربية موجزة، نقلا عن رالف بيتر في www.armedforces journal.com

تتضمن الخريطة اقتراحاً لتقسيمات جديدة في الشرق الاوسط، تقوم على حدود الديمغرافيا الاثنية او الطائفية – المذهبية، وتشتمل على «1» انشاء دولة كردية كبرى من المأمول ان تكون قاعدة راسخة للولايات المتحدة – تضم المناطق الكردية في كل من العراق وسورية وايران وتركيا. بالاضافة الى مناطق ضرورية – حتى ولو لم تكن كردية – اقتصادياً او امنياً «كركوك مثلاً».

«2» انشاء دولة شيعية عربية تضم مناطق الكثافة الشيعية العربية، وسط وجنوب العراق وشرق السعودية وجنوب غرب ايران.

«3» ما يتبقى من العراق «السني» يتم الحاقه بسورية ذات الاغلبية السنية.

«4» ما يتبقى من السعودية، يتحول الى دولتين: «فاتيكان اسلامية» في المناطق المقدسة وسعودية مصغرة تفقد اجزاء منها «لليمن الكبير» «والاردن الكبير».

«5» دولة فارسية خالصة تضم اجزاء من افغانستان.

«6» دولة بلوشيّة في افغانستان واجزاء من باكستان، وهكذا يكون قد تم اعادة بناء دول الشرق الاوسط على اساس حدود تتطابق مع الاغلبيات العرقية او الطائفية – المذهبية، بحيث يتم التوصل الى دول عضوية «منسجمة» بدلامن تلك التي اسسها الفرنسيون والبريطانيون في الحرب العالمية الاولى، على اساس حدود الجغرافيا السياسية، وشمل كل منها اعراقاً وطوائف ومذاهب متناحرة. الاقتراح سوف يسير في الخط نفسه بالنسبة للدول الاخرى غير المذكورة اعلاه، ولكن يمكن استنساخ التفاصيل الاخرى، في ضوء مفهوم الدولة العضوية، كبيرة او صغيرة.

لا تلحظ الخاريطة، بالطبع، دولة فلسطينية، بل الاردن الكبير الذي سوف يستوعب بعض الاراضي الفلسطينية والفلسطينيين، وتأمين الصفاء السكاني للدولة العبرية.

مشروع خيالي؟ ربما. ولكن نذره موجودة على الأرض فعلاً في غير مكان، ابتداء من العراق. وأخطر ما فيه ان العقل الامبريالي الأمريكي لم تعد تضبطه سقوف لبحثه في كيفية اعادة ترتيب الشرق الاوسط، من جديد. وعلينا ان نتذكر ان المشاريع الاستعمارية الامريكية- ومنها مشروع العراق. كانت، منذ عقد واحد، مجرد اقتراح أكاديمي للمحافظين الجدد خارج ادارة بيل كلنتون.

الولايات المتحدة قوة امبريالية جبّارة، وتتحرك في ميدان رخو تسيطر عليه نخب متأمركة هشّة ليس لها جذور شعبية أو ارادة سياسية أو نخب طائفية وعرقية، يلائمها الاقتراح التقسيمي الجديد.

لا مراء في أن التقسيمات الاستعمارية البريطانية – الفرنسية، لم تأخذ بعين الاعتبار ترسيم حدود اجتماعية وديمغرافية ملائمة للدول الجديدة الناشئة بعيد الحرب العالمية الأولى، لكن لهذه الدول – عموماً- شخصية تاريخية معروفة -مثل العراق وسورية- أو شخصية اجتماعية محلية مثل الاردن وفلسطين ولبنان- أو حتى شخصيات نشأت في اطار الدول الوطنية الحديثة، وأصبحت تعبر عن وطنيات مرتكزة الى اندماج اقتصادي واجتماعي وسياسي..صحيح انه مشوب، هنا وهناك، بالانقسامات الاهلية.. ولكنها انقسامات غير تناحرّية، ويفجرها – عادة- التدخل الخارجي مثلما حدث في لبنان العام 1975 بالتدخل الاسرائيلي أو في العراق العام 2003 وحتى الان بالاحتلال الامريكي.

كذلك، فان العبث بالحدود المستقرة حالياً، وبالشرعيات الوطنية للدول، سوف يخلق منطقة فوضى تشمل الشرق الاوسط كله.

أخيراً، لماذا يتم تجاهل البديل الأكثر اصالة وشرعية وحكمة، اي البديل العربي والاسلامي في اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط؟ هذا السؤال ليس مطروحاً على الامبريالية الامريكية ولكن الشعوب العربية والاسلامية.

Posted in Uncategorized.