مزاح في مزاح!!

ناهض حتّر
عندما يتحدث نتنياهو عن احتلال العقبة، فهو يذكرني، كأردني، بأن قسماً من العقبة تحتله اسرائيل فعلياً، هو قرية «أم الرشراش» الاردنية المسماة «ايلات».

الكلام عن «الاحتلال» يستدعي الكلام عن «التحرير» فعلى الرغم من الحكومات وسياساتها، ليس الاردنيون قطيعاً ضالاً مذعوراً، بل شعب متجذر في ارضه، معتد بكرامته، ولديه الطاقة الكامنة على الفداء، دفاعاً عن وجوده ومصيره.

كلام نتنياهو عن احتلال العقبة هو اكثر من زلة فرويدية تعبر عن رغباته الدفينة. فعداء نتنياهو للأردن، وكراهيته للأردنيين، واطماعه في بلدنا وأرضنا – التي يعتبرها «مجتزأة من أرض اسرائىل» – هي مواقف معلنة، بل ومسجلة في كتابه «مكان تحت الشمس.»

ونتنياهو ليس مجرد كاتب او ناشط. انه قطب من اقطاب السياسة الاسرائيلية. وعندما «يمزح» حول احتلال العقبة، فهو، في اقل الاحتمالات، يجرؤ على اهانة الاردن بصورة تتطلب من الخارجية الاردنية،رداً سياسياً واعلامياً واجراءات دبلوماسيّة، صوناً لكرامة البلد وهيبة الدولة ومشاعر الاردنيين.

لكن الحكومة الاردنية، تقبل، بالطبع، ان يكون الاردن،وأرض الاردن، موضوعاً للتهكم بين نتنياهو والصحافيين! وتكتفي بالاستفسار، عبر القنوات الدبلوماسية الخجولة، للتأكد من ان الامر كله مزاح في مزاح، من دون ان تثمر جهودها عن اعتذار او حتى تصريح يوضح الملابسات من نتنياهو او من مدير مكتبه!!

مَنْ يَهُن .. يسهل الهوان عليه! وقد جرّعتنا الحكومات، المذلة أمام اسرائىل التي تتجاهل وجودنا كله، وتنفذ، فعلياً، خطة سياسية وأمنيّة في فلسطين، مآلها تحويل الاردن الى وطن بديل، وتصفية القضية الفلسطينية على حساب ترابه الوطني وهويته وسيادته، بينما يلوذ المسؤولون الأردنيون بالصمت، ويختلقون لقادة اسرائىل، الأعذار!!

نحن، الاردنيين، سراة الليل والخيل، انظروا أين صرنا؟! انظروا الى حكومتنا وهي تبتلع الاهانات الاسرائيلية وتصرح، رسمياً، بأنها «غير مقصودة» «وليست دقيقة».

Posted in Uncategorized.