ناهض حتّر
في خطاب النصر، وجه الامين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، التحية الى رجال المقاومة من «الاحزاب» – بصيغة الجمع – وليس فقط حزب الله، او حركة امل. وهذا اول اعتراف صريح من قائد المقاومة اللبنانية بالدورالقتالي للاحزاب الوطنية.
في المرحلة المقبلة، سوف يجد حزب الله نفسه، في مواجهة الصراعات الداخلية المعقدة لبناء « الدولة القوية العادلة المقاومة»، حسب تعبير السيد نصر الله، بحاجة الى تطوير تحالفاته السياسية والميدانية، على مستويين.
الاول، مستوى التحالف الوطني داخل البيئة اللبنانية الطائفية، مع التيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشيل عون، وتيار المردة بزعامة سليمان فرنجية «المسيحيون» والزعامات السنية الوطنية «سليم الحص، وعمر كرامي .. الخ» والمعارضة الدرزية «طلال ارسلان..».
والثاني، مستوى التحالف الشعبي في جبهة المقاومة المسلحة والسياسية والاجتماعية والثقافية. وهنا، تبرز ادوار الشيوعيين والسوريين القوميين وحركة الشعب..الخ.
ويدير حزب الله، من موقع قيادي اكيد، تحالفاته المعقدة هذه، بحذر وانتباه للتناقضات الفكرية والاجتماعية – السياسية، بين اطرافها، ومن الواضح ان بناء جبهة وطنية واسعة في لبنان، والشروع في تأسيس الدولة الوطنية اللبنانية، هو عملية شاقة، تتطلب الصبر واليقظة والحيوية والشجاعة ولكنها اصبحت ممكنة في فضاء لبناني اصبح حراً – بعد 12 تموز – من الضغط الامريكي الاسرائىلي .. ومستقلاً ازاءالحلفاء الاقليميين في دمشق وطهران ايضاً.
ومن الواضح ان تل ابيب التي هددت صراحة بهجمة اغتيالات ضد قادة حزب الله في لبنان، اتخذت قراراً اجرامياً بتصفية القيادات الوطنية والشعبية اللبنانية، في محاولة يائسة لتدمير مشروع بناء الدولة الوطنية الجديدة في لبنان الحر المستقل.
ولعله من النافل، القول ان هذا التطور يجيب بوضوح، على سؤال «من هم الارهابيون في الشرق الاوسط؟» لكنه يطرح على الحركات الشعبية العربية، سؤالاً مركباً: كيف يساهم احرار العرب في حماية وانتصار المشروع الوطني اللبناني وقواه، وكيف تستفيد الامة العربية من انتصار لبنان، والتغيير الايجابي في ميزان القوى في المنطقة، لتجديد نفسها، وشن الهجوم المضاد المنتظر ضد التحالف الامريكي – الاسرائىلي، وضد «زمن الاحتلال» والطائفية والتجويع والاستبداد؟
ان مشهد دبابات الميركافا المحترقة المهانة التي لم يجرؤ العدوّ على سحبها من جنوب لبنان الا بضمانات سياسية، بنبغي ان يثير شهية العراقيين الى شيء آخر غير تفجير المساجد والحسينيات..
كذلك، هل سيصبر الفلسطينيون والسوريون طويلا على احتلال ارضهم، وهم يشاهدون جنود اسرائيل، وهم ينسحبون، اذلاء مهزومين، تحت فوهات بنادق المقاومة.