ناهض حتّر
اظهرت حكومة عدنان بدران، قدرتها على الحسم الاداري-السياسي في التلفزيون الاردين. فهي وضعت -مثلما هو متوقع- كامل ثقلها وراء رئيس مجلس الادارة «الاصلاحي» د. مصطفى حمارنة، واقصت المدير العام «المحافظ» د. محمد نجيب الصرايرة.
الاثنان، كلاهما، يريدان استعادة المشاهد الاردني الهارب الى الفضائيات، الاول في خطة انفتاحية تكلفتها 200 الف دينار؛ والثاني في خطة «اعادة الهوية الوطنية لشاشتنا» من دون تكاليف، او هكذا يقول.
وهذه هي النقطة (التكاليف) هي المعيار الحاسم -بالنسبة لي وربما لكم- ذلك ان التلفزيون الاردني لا يمكن احياؤه. لماذا؟ لانه يواجه منافسة -لا طاقة لنا عليها- من فضائيات جبارة من ثلاثة انواع. النوع الاول -وعنوانه «الجزيرة»- اخباري-حواري-وثائقي، بسقوف عالية، وشبكات مراسلين تنتشر في العالم كله، وامكانات هائلة، وموازنات ضخمة. والنوع الثاني: ترفيهي- وعنوانه ال¯LBC- متحرر الى درجة لا قدرة لنا عليها ثقافيا، بالاضافة الى عجزنا المالي. والنوع الثالث: ديني وعنوانه «اقرأ»- يرتكز على خطاب سلفي ليس واردا بالنسبة الينا.
ليس لدى التلفزيون الاردني، اذا، المال او السقف او التحرر الكافيين او السلفية الكافية، من اجل ان نشغل فضائية او تلفزيونيا ارضيا قادرا على المنافسة.
ولذلك، قد تبدو خطة حمارنة لاصلاح التلفزيون الاردني، مغرية -نظريا- ولكن هل يوجد القرار السياسي او الميزانية اللازمة، لتنفيذها ثم هل يستطيع الاردنيون تحويل شاشاتهم الرسمية الى كازينو على الهواء، او -بالعكس- الى بث سلفي متواصل؟ كلا. ولذلك، فان خطة الصرايرة -على تواضعها- تبدو لي، اكثر عملية. فأنا مستعد للانتقال -جزئيا- من «الجزيرة» الى التلفزيون الاردني، لمشاهدة برنامج محلي حول عجلون او السلط؛ ومستعد للتحول من ال¯ LBC اذا كانت سميرة توفيق تشدو من التلفزيون الاردني. وسوى ذلك -اي المحليات والتراث المحلي- فليس هنالك ما يمكنه اجتذاب المشاهد الاردني.
من الافضل، اذا، توفير الاتفاق على مشروع فاشل حتما.