قصة موت معلن

ناهض حتّر
بيان صولاغ- سجّان الاسرى العراقيين، خلال الحرب بين البلدين- يمارس وزارته للداخلية (العراقية) بالروح نفسها.

يقول صولاغ ان عملية «البرق» الامنية التي اطلقها في محيط بغداد، «نجحت بنسبة 90%».

نجحت في ماذا؟ طالما ان «الارهابيين» ما زالوا يضربون الامريكيين والحكومة العراقية في بغداد نفسها؟ اظنها نجحت -بالفعل- في ترويع الاهالي في الاحياء العربية السنية، وتكسير المنازل على رؤوس اصحابها، والاعتقالات العشوائية والسلب والنهب وانتهاك الاعراض..

أهي شهوة القتل والانتقام؟ ام أنها استراتيجية اشعال الحرب الطائفية بوسائل ارهاب الدولة؟ خصوصا وان القوة الضاربة بيدي صولاغ، هي من عناصر ميليشيات بدر (الشيعية الموالية لايران) والبشمرجة الكردية؟

اعلن صولاغ انه يحضر لاطلاق حملات امنية جديدة اسمها (الرعد) تتلو (البرق) وهدفها «محاصرة مناطق ومدن بكاملها، وتفتيشها بيتا بيتا». انها، اذا، الحرب الاهلية تديرها «حكومة منتخبة» مدعومة من «المجتمع الدولي» وجامعة الدول العربية!

هي «قصة موت معلن» تجرى ضد الشعب العراقي، وحرب ابادة مصممة ضد ملايين من ابنائه، كل ذنبهم انهم ينتمون الى الثقافة العربية. والعالم كله يشاهد الجريمة ويصمت.

تسابق حكومة الائتلاف الشيعي-الكردي، الزمن، وتريد الحصول من المحتلين على الاذن باستخدام الميليشيات، صراحة (وليس فقط عناصرها بثياب شرطية) في العمليات الامنية. معنى ذلك: تقسيم العراق قبل انهيار الاحتلال الامريكي- البريطاني.

المحتلون – وقد انتقلوا من الاقرار بالفشل الى معالجة اثار الهزيمة- مضطربون بين خط يقول بالحوار مع «المقاتلين» (المقاومة) وبين خط حربجي لم يعد يريد «النصر» ولكن الانتقام وممارسة القتل الجماعي في مناطق المقاومة. والخط الثاني -وهو الاقوى- يلتقي مع الميليشيات الطائفية والعرقية وعصابات الاجرام في النهج نفسه.

الرد الناجح على هذا النهج، يكون بتلافي خوض المعركة في الميدان الطائفي، بل تحت راية ائتلاف وطني مضاد. وهو امل ما زال يراودنا: ينبغي، بالطبع، تحرير العراق. وبالمقدر نفسه، الحفاظ على وحدة البلد، وحقن دماء الابرياء.

Posted in Uncategorized.