بانتظار اللاعبين الكبار..

ناهض حتّر
يتحمل حزب الله، وحده، اعباء القتال ضد الهجمة الامريكية الصهيونية.

ويتحمل لبنان، وحده، اعباء الدمار ودماء الضحايا.

ولسنا نخشى على حزب الله من «الهزيمة» فهذه خارج قاموس الحزب الذي اعد لمواجهة العدوان، قدرات بشرية وتنظيمية وتسليحية واستخباراتية، سوف تكفل له النصر المؤزر، بالحسابات لا بالاماني. فالثورة المعلوماتية منحت لمقاتلي حرب العصابات، الجادين، فرصا غير مسبوقة للتفوق الاستراتيجي على الجيوش التقليدية الثقيلة حتى لو كانت في حجم وقوة الجيش الاسرائي¯لي. ولا نريد ان نسترسل في هذه النقطة، ولكننا نشير فقط الى ما يلي (1) التنسيق المسبق المنفصل لراجمة الصواريخ المفردة، جمّد قدرة سلاح الجو المعادي على توجيه ضربات قاتلة لمنظومات الصواريخ (2) تطوير الصواريخ المضادة للدروع، حوّل الاخيرة الى عبء ميداني واهداف سهلة للقنص (3) الصاروخ الروسي سام 18 (نسخة معدلة من صاروخ ستنجر الامريكي) المضاد للطائرات العمودية، اخرج الاخيرة من ميدان القتال البري (4) امتلاك سلاح استراتيجي لا يملكه العدو، اعني الاستشهاديين.

ولسنا نخشى على لبنان.. فهذا البلد الصغير الجميل، يمتلك من الحيوية ما يمكنه من اعادة بناء نفسه بسرعة وكفاءة، وتجاوز الجراح واثار الحرب..

غير اننا نخشى ان يذهب انتصار حزب الله وصمود لبنان وتضحيات شعبه، سدى في الدهاليز السياسية الصغيرة التي تنهش قلب المنطقة، من التحالف الانتحاري مع الولايات المتحدة، الذي يقوض البلدان العربية الكبرى، الى الحسابات الصغيرة في طهران، الى تردي القوى العراقية في وهدة التخلف الطائفي، الى تآكل القوى السياسية الشعبية العربية، التي اغرقتها الهزائم في اليأس.

انتصار حزب الله وصمود لبنان، هما اكبر من الحزب ومن لبنان، انه يفتح التاريخ في المنطقة على مصراعيها، ويمهد الميدان.. وينتظر اللاعبين الكبار..

وها قد مر شهر على ولادة هذه الفرصة التاريخية من دون ان يظهر هؤلاء.

المقاومة الفلسطينية المنهكة، بامكانها الان ان تجدد نفسها، وتدخل الى المعركة.. فاينها؟

سورية المشلولة تستطيع الان ان تكسر القيود المفروضة عليها من الداخل والخارج، وتستعيد مكانتها الاقليمية والدولية بالامساك باللحظة التاريخية والمبادرة الى خوض معركة تحرير الجولان، اذا لم يكن الان.. فمتى؟

وتبقى ايران التي ما تزال غارقة في اوحال الاطماع الاقليمية الصغيرة في العراق، عاجزة عن ادراك حقيقة انه لا توجد في الاجندة الامريكية، مصالحة ولا تسوية ولا اقتسام نفوذ مع الجمهورية الاسلامية، بينما منحها حزب الله، فرصة لن تتكرر لمحق الامريكيين في العراق، ولكنها لم تفعل حتى الان.

شئنا ام ابينا، فان طهران تملك مفتاح التغيير في العراق، من خلال علاقاتها الهيمنية مع القوى الشيعية العراقية.

ويقترح القيادي والمفكر العراقي عبدالامير الركابي، في رسالة مفتوحة الى الايرانيين (تنشرها «العرب اليوم» في هذا العدد) ان يبادروا الى فتح الجبهة العراقية فورا على المستوى السياسي، بالطلب من حلفائهم الانسحاب من العملية السياسية الامريكية الطائفية التي تمزق البلد المحتل، وعن المستوى العسكري، بتحويل بنادق الميليشيات الشيعية الى صدور المحتلين، بذلك، فقط، يمكن تحويل انتصارات لبنان وتضحياته الى مشروع سياسي كبير على مستوى المنطقة، يصارع ويقوض المشروع الامريكي الصهيوني.

اذن، وفقط اذا فتحت ايران الجبهة العراقية.. سوف تكسب معركتها الخاصة ضد الامريكيين، وتؤسس لمكانتها الاقليمية، وتردم الانقسام الشيعي-السني، وتبدأ علاقات جديدة اخوية مع القومية العربية، على طريق تحرير وحدة وازدهار الشرق الاوسط الاسلامي.

Posted in Uncategorized.