انجازات لنا جميعاً

ناهض حتّر
هل يدرك النواب الـ 49 الموقعون على بيان حجب الثقة عن حكومة عدنان بدران، حجم ما انجزوه في الحياة السياسية الاردنية؟

للتوضيح، فان امكانية اسقاط حكومة بدران – او فريقها الاقتصادي – ذات اهمية ثانوية، بالنظر الى الانجازات السياسية التي حققها النواب الـ “49” بالفعل، وهي: «1» استعادة هيبة البرلمان والثقة السياسية بالحياة البرلمانية. «2» تشكيل قوة نيابية، على المستوى الوطني، للقوى الاجتماعية التقليدية. «3» تحجيم بعض الاحزاب التي تشوش وتخربط وتفرغ الحياة السياسية المدنية، بالكلومولوجيا «الثورية» الممزوجة بالانتهازية المنهجية.

هذه الانجازات «الحاصل منها والمتولد عنها لاحقا» هي، بالذات، اهداف «التنمية السياسية» التي فشلت ثلاث حكومات في انجاز أية خطوة باتجاه تحقيقها – ووضع النواب ال¯ «49» في ضربة واحدة – غير مكلفة اقتصادياً او سياسياً – الاسس الصلبة لاطلاق عملية «البناء الديمقراطي» وتطوير النظام السياسي الاردني.

بذلك، لم تعد انجازات النواب ال¯ «49» ملكهم، ولم يعد من حقهم تبديدها.. مثلما انه ليس من حق «الحكومة الاصلاحية» تحطيمها، للفوز بثقة عالية:

اكتفوا بالنجاح البسيط – بل وارضوا، حتى، بالرسوب – ولكن اتركوا العملية السياسية البرلمانية، تأخذ مجراها، بما يحقق مصلحة كل الاطراف.

يأتي النواب – كأفراد – ويرحلون، ويمكنهم ان يحققوا مصالحهم الخاصة ومطالب قواعدهم الخدمية، الان او بعد حين، واكثر – اذا حققوا حضوراً سياسياً اكبر! ولا تعيش الحكومات الاردنية، عادة، اطول من 14 شهراً، ويمكن، دائماً، اعادة تشكيلها او تعديلها وسط كثرة كاثرة من البدائل من الخبراء او السياسيين!

لكن لحظات التأسيس، نادرة جداً، يمنحها التاريخ بصعوبة بالغة، ولا يمنحها مرتين، ولدينا، الان فرصة تاريخية لاطلاق عملية ديمقراطية وسلمية، ونابعة من قلب المجتمع والدولة.. والنظام السياسي، وذلك بالولادة الطبيعية البرلمانية ل¯ «الكتلة الوطنية» «او قل: الحزب المحافظ. ولم لا؟».

ومحورة السياسة الاردنية على المحاور المحلية، وخصوصاً: المحور الاجتماعي وهذه العملية سوف تدفع بالمزيد من القوى الاجتماعية المواتية، البورجوازية والشعبية، الليبرالية واليسارية، الى تشكيل احزاب فاعلة قائمة على المعايير الاجتماعية والسياسية المحلية، وكذلك، المشاركة في الانتخابات النيابية والنقابية والبلدية الخ،.. وبالتالي: نهضة السياسة بالمقابل، إذا انهارت جبهة النواب الـ “49” سوف تنهار الثقة بالبرلمان والانتخابات والعملية السياسية.

Posted in Uncategorized.