ناهض حتّر
طرح الزميل طاهر العدوان، امس، اقتراحين مهمين لعمان: احياء قلب المدينة القديمة، وتطوير الدعم الحكومي والخاص للثقافة والفنون الجميلة.
وانا اؤيد، بالطبع، هذين الاقتراحين، واعتقد ان تنفيذهما اصبح ضرورة ملحة. ولكنني احسب ان اية مشاريع عمرانية او تنظيمية او ثقافية -مهما كانت اهميتها، لن تحول عمان الى مدينة ذات شخصية حضارية واجتماعية وانسانية خاصة، ما لم يتحول سكان عمان الى عمانيين، و«مجتمعات» عمان.. الى مجتمع سياسي خاص.
السياسة هي المدخل لمنح مدينتنا العريقة الجميلة، هويتها. والسؤال السياسي الاول المطروح هنا، هو الآتي: الى متى سيظل سكان عمان، جميعهم، «لاجئين» سواء من المحافظات الاردنية ام من القفقاس، ام من فلسطين والشام؟! وهذه مشكلة مركبة، لكنها قابلة للحل: اولا، بتحويل محافظة عمان الى دائرة انتخابية وفق القائمة النسبية؛ وثانيا بالتزام (او الزام) ابناء المحافظات القاطنين في عمان بتسجيل انفسهم بقوائم الناخبين فيها. فمن غير المعقول ان يظل هؤلاء، «عمانيين» في الاقامة والسكن والعمل والعلاقات الاجتماعية والنشاطات الثقافية، في حين يبقى انتماؤهم السياسي الى المحافظات الاصلية. هذه الكتلة اذا قررت الانتماء السياسي الى عمان، فلسوف تصنع محورا اجتماعيا-سياسيا لبلورة مجتمع عماني بغض النظر عن الاصول؛ وعندها سوف ينسحب المثقفون من «الروابط» المناطقية القديمة ودواوين العشائر، الى روابط مدينية سياسية هي التي تصنع المدينة. وهي عملية جديدة ومعقدة، ولكن لا بد من الشروع بها.
افهم -واؤيد-ان يكون هناك ناد لحي من احياء الشميساني -مثلا- لكنني لا افهم ان لا يكون هناك اي رابط بين ابناء هذا الحي الذي يضم ناديا لابناء مدينة ما! او قرية ما او عرقية ما او عشيرة ما!
بالنسبة لي، شخصيا، اعلن انني عماني، ولسوف انتخب في عمان! ولسوف اسعى الى انشاء روابط اجتماعية وسياسية وثقافية مع اهالي الحي الذي «انتمي» اليه.