ناهض حتّر
لقاء القاهرة لوزراء خارجية الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي اضافة الى مصر والاردن، ليس – حسب الوزيرالمصري احمد ابو الغيط- «محوراً» امريكياً- عربياً. كلا. انه لقاء منتظم بين «اصدقاء»، وصفته الوزيرة الامريكية كوندوليزا رايس، بانه «صيغة جديدة» تجمع الامريكيين «مع القوى والأوساط المعتدلة في المنطقة» بهدف تفعيل «مكافحة القوى المتطرفة»
ونطاق «التطرف» أوسع، بالطبع، من نطاق «الارهاب». فالأخير توصيف أمني يشير الى منظمات صغيرة سرية ومعزولة اجتماعياً، وتتم مواجهتها بالوسائل المخابراتية. لكن «التطرف» هو توصيف سياسي. وقد يشمل دولاً ومنظمات ذات قاعدة اجتماعية وتمثيل برلماني، سواء أكانت مسلحة أم لا. فهي تشمل على السواء حركات المقاومة والحركات الاسلامية والوطنية المناوئة للمشروع الأمريكي للشرق الاوسط. اعني ان «المحور الآخر» يتعدى ايران وسورية وحزب الله وحركة حماس والمقاومة العراقية، الى كل القوى والشخصيات، المنتسبة الى حركة التحرر الوطني العربية والاسلامية.
لا تعّرف رايس أياً من مفهومي «الاعتدال» و«التطرف» ولكننا نفهم، في السياق، ان الاول يعني القبول بالمشروع الأمريكي.. بينما يعني الثاني، مقاومته او حتى رفضه.
رايس تتمنى أن «يدرك عباس مدى التقدير والاحترام الذي تكنه واشنطن لشخصه وسياساته. وهي تملك «رغبة كبيرة» في مساعدته على تأليف حكومة تلبي طموحات الشعب الفلسطيني ومتطلباته.. » وليس، بالطبع. حكومة تمثله.. لأن الأخيرة قائمة والمطلوب اسقاطها.
وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين اليعازر، تمنى، من جهته، «انتصار فتح على حماس» وطالب «بتقديم مساعدة مباشرة الى ابو مازن لدعم المعتدلين الفلسطينيين»
ونستطيع، بالطبع، أن نفهم أن «الدعم» المطلوب لهؤلاء، انما ينحصر في الدعم الذي يمكنهم من اسقاط حماس واضعافها لكن، عند هذا الحد، فسوف يُترك المعتدلون الفلسطينيون لمصيرهم… في مواجهة الاهمال.
الدعم الامريكي – الاسرائيلي الفعال للمعتدلين الفلسطينيين، يتمثل في اجراءات تساعدهم – اقله – في تسويق اعتدالهم، مثل اطلاق سراح الاسرى، رفع الحصار والحواجز، وقف عمليات المطاردة والقتل والقصف… ، واخيرا الانسحاب – اقله الى حدود «السلطة» والعودة الى مفاوضات ذات جدول زمني لتفكيك المستوطنات والانسحاب الكامل وحل مشكلة اللاجئين الخ هكذا يمكن، بالتأكيد، منح المعتدلين الفلسطينيين فرصة بناء دولة معتدلة…
لكن هيهات! فهذا الحل – أي دولة فلسطينية مستقلة – هو «تطرف»..
وحدود الـ 67 هي «تطرف» مطلوب مكافحته على كل الجبهات في فلسطين … وسورية … ولبنان. وعودة اللاجئين … «تطرف»!
وكفّ العدوانية الاسرائيلية عن الفلسطينيين والعرب … «تطرف»..!
والمطالبة بانسحاب الاحتلال الامريكي من العراق، والحفاظ على وحدة هذا البلد واستقلاله ونهضته من الخراب … «تطرف» في «تطرف»..!
السيادة .. «تطرف»!
****
التطرف له عنوان واحد في المنطقة هو «التحالف الامريكي – الاسرائيلي»