ناهض حتّر
كان جمهور الشعر في بلدنا على موعد، اليوم، مع الشاعر الكبير احمد فؤاد نجم، في الامسية الختامية لمهرجان جرش.. وكان موعدنا معه، غداً الجمعة، في “الجمعية الاردنية لمناهضة العولمة الرأسمالية”لتوقيع الطبعة المعتمدة من أعماله الكاملة الصادرة هذا الصيف، عن دار “ميريت” بالقاهرة.
الا ان شاعر الثورة والكادحين والقلوب الجريحة العاشقة، اعتذر عن المجيء الى عمان التي أحبها بشغف: فقد وقع مريضاً جراء الشيخوخة والارهاق.. والتظاهر تحت شمس ام الدنيا اللاهبة.
وشيخوخة نجم هي شيخوخة الجسد. اما الروح.. فلا! لقد اصر نجم على المشاركة في المظاهرة التي شارك فيها «الادباء والفنانون المصريون من اجل التغيير»، في القاهرة، امس الاول، احتجاباً على ترشيح الرئىس حسني مبارك ولولاية خامسة.
الشاعر الشيخ في عقده الثامن، منهوك القوى، ينزل الى الشارع من اجل المشاركة في صنع المستقبل الديمقراطي لمصر وشعبها الطيب المكافح، القلب الشاب الثوري يمور بالحياة وآمال التغيير، والجسد الهرم الذاوي لا يستجيب.. ويهوي.
سلامات يا عم احمد!
سلامات من عمان التي احبتك وانتظرتك. لتعيش حضورك الدافىء وتبتهج لاشعارك، وتأخذ من نارك قبساً.
سلامات من عمان، حيث الادباء والفنانون مضربون عن الحياة والسياسة واحلام التغيير، ويلوكون كلمات من قش في سراديب اللامبالاة!
سلامات من عمان، حيث يغيب الشعراء عن المكان والزمان… والناس، غارقين في شبر ماء من «احساسيس العظمة الذاتية وتوخي السلامة، وتعاطي الشلليات التعصبية والعصابّية.
سلامات من عمان.. التي تعيش فيها، ايضاً، سنديانة شابة في الثمانين.. سنديانة اسمها: يعقوب زيادين الذي ما يزال يحضر ويخطب ويحرض.. ويتوسل «الشباب» ان يكاتفوه في مسيرة احتجاج، في صرخة تصدر عن القلب.. ولا تكذب او تتسلق .. او تتعصب.
سلامات يا عم احمد، وأنا اسمعك تشدو:
«يا مصر قومي وشدي الحيل»
«يا مصر .. قومي وشدي الحيل»!