خلال 48 ساعة، تحرّك مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان يدين التصريحات الإسرائيلية بشأن الجولان، ويعتبر جميع التغييرات والإجراءات التي اتخذتها تل أبيب في ‘مرتفعات الجولان السورية المحتلة،’ باطلة تماما.
مصر وفنزويلا هما اللتان بادرتا إلى ذلك البيان الأممي، ولكنه صدر بالإجماع، ما يؤكد على عنصر رئيسي من عناصر التفاهم الروسي ـ الأميركي حول سوريا. وهو المتعلق بحل قضية الجولان ومزارع شبعا، والتوصل إلى وقف حالة العداء على المسار الشمالي، كجزء من التسوية السورية الشاملة.
لقد ألححنا مرارا، في نصوص سابقة، على أن الأزمة السورية لا يمكن إنهاؤها من دون تسوية تاريخية توصّلت روسيا إلى إقناع الإدارة الأميركية بعناصرها الرئيسية الآتية:
أولا، إن تحقيق المطلب الأميركي ـ الخليجي في سوريا، المتعلق بالحضور الإيراني والمقاومة، لا يتم من خلال الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، بل من خلال تحقيق الإنسحاب الإسرائيلي من الجولان ومزارع شبعا، وسحب ضرورة وشرعية المقاومة بالنسبة لكل من سوريا ولبنان؛
ثانيا، إن الإسلام السياسي تحوّل إلى خطر إقليمي ودولي، في صيغه الإخوانية والعثمانية والجهادية، ما يطرح التصدي له من خلال ما يلي (1) سوريا العلمانية،
(2) إيران كنموذج للإسلام المعتدل والسياسة العقلانية، (3) دعم التحالف السوري ـ الإيراني ـ اللبناني ( حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي) كقوة رئيسية في مكافحة الإرهاب، (4) الضغط على السعودية للتفاهم مع إيران ـ وهو ما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، عنه بصراحة في تصريحاته العلنية في الرياض وبرلين، (5) الحل السياسي في سوريا ليس ممكنا من دون الرئيس بشار الأسد؛
ثالثا، كبح جماح تركيا أردوغان مباشرة من خلال الحضور العسكري الروسي في سوريا، ودعم الأكراد.