سبق لي أن قلتُ لكم، مرارا وتكرارا، منذ ربيع 2011 الزائف الأسود، أن الرئيس بشار الأسد باقٍ.
اليوم، أقول لكم إن الرئيس بشار الأسد، باقٍ .. ومنتصرٌ ـ ليس فحسب في معركة القضاء على الإرهابيين، وإنما، أيضا، في المعركة ضد الغرب والصهيونية والرجعية والهمجية ـ وخارجٌ من هذه الحرب، ناصرا جديدا، مثلما ستخرج سورية منها، وهي رابطة العقد في الحلف الدولي الإقليمي الصاعد من الصين إلى روسيا إلى إيران إلى العراق، إلى سورية، إلى جنوب لبنان.
سقطت ‘الثورة’ المفبركة في كواليس الاستخبارات الدولية والإقليمية، سقطت، أخلاقيا ووطنيا وإنسانيا، قبل أن تسقط عسكريا، وانكشفت حربا إرهابية مموّلة ومسلحة من أصدقاء إسرائيل الذين ـ لأسفي وخجلي ـ تعقد لهم الحكومة الأردنية، مؤتمرا في عمان الأربعاء!
سقطت… وانتهت لأن ذلك القسم غير الواعي من السوريين ممن ظنوها ‘ ثورة’، اكتشفوا أنها هجمة لصوص ومجرمين وقطّاع طرق، رُفع عنهم الغطاء، فاصبحوا مطاردين من أبطال الجيش العربي السوري.
الكلام عن تسوية من دون الأسد، لا يثير سوى ابتسامات السخرية؛ فالرئيس الذي تدعمه أغلبية السوريين، ويشتدّ تماسك نظامه وجيشه، وتضع إيران تحت تصرفه كل مقدراتها، وترسل له روسيا أحدث منظومات الصواريخ، أرض ـ بحر، وأرض ـ جو، وتنتظر الصين اليوم التالي لإعادة بناء ما دمرته الهجمة البربرية، ليس في الموقع الذي يضطره للتنحي، بل في الموقع الذي يسمح له بقيادة المنطقة.
بخلاف ذلك، فهي الحرب… الحرب الإقليمية الشاملة التي ستغيّر المعادلات، وتظهّر الأحجام، وتكشف حدود القوة الأميركية ـ الإسرائيلية، وأفولها في شرقي المتوسط، حيث تتجمع أساطيل القيصر!
أقول لكم … لا تخطئوا الحسابات؛ فكّروا ثانيةً؛ حضّروا السياسات والحكومة والطواقم، المناسبة للتعامل مع انتصار سورية القريب، بالسلم إن كان سلما، وبالحرب إذا كانت حربا!
انتصار سورية القريب، سوف يمنحنا فرصة العمر؛ يمكننا أن نتحرر من التبعية للولايات المتحدة والغرب، يمكننا أن نجمّد وادي عربة ونطرح عودة النازحين واللاجئين كشرط أردني للسلام، يمكننا تنويع مصادر السلاح، يمكننا تطوير تحالف استراتيجي مع العراق، يمكننا الإفادة من التوسع الروسي الصيني، تنمويا، ويمكننا، أخيرا، أن ندفن مشروع الوطن البديل.
أقول لكم .. فكروا ثانيةً !
(العرب اليوم)