ولدت حكومة الدكتور عبدالله النسور ‘ البرلمانية’، ميتة؛ رائحة الجيفة تزكم الأنوف، ولن يمضي الكثير من الوقت قبل أن يدفنها شعبنا.
أولا، هي حكومة محاصصة تكرّس، لأول مرة في البلاد، نهج اقتسام الكعكة على أساس الأصول والمنابت، ليس لأن فيها وزراء من أصول فلسطينية، كلا؛ فربما كان في الوزارة 100 بالمائة من أصول فلسطينية، وإنما يمثلون اتجاهات سياسية وطنية، ولكنها حكومة محاصصة، لأنها مصممة وفقا لحصة نسبية معينة منهم ( 33 بالمائة) بينهم مَن هم دعاة معروفون للتجنيس والتوطين والمحاصصة، ينضافون إلى سواهم من أصول أردنية، ولكنهم ينتمون إلى التيار نفسه؛ فأغلبية الحكومة ـ وخصوصا رئيسها الذي جاء وفاوض أصلا على المحاصصة ـ من المندرجين في تيار معاد للوطنية الأردنية، شخصية وكيانا ودولة،
ثانيا، هي حكومة لا تمثل المجتمع الأردني وقواه واتجاهاته وتياراته، مكونة من مجموعة أشخاص ‘ ليسوا ذوي صلة’، كما أنها لا تمثل حيثياته ولا كفاءاته،
ثالثا، هي حكومة تجديد لنهج الليبرالية الجديدة المتوحشة وسياسات صندوق النقد والبنك الدوليين، حكومة معادية للتنمية الوطنية والاقتصاد العادل، وللدولة ودورها الاقتصادي ـ الاجتماعي، وللمحافظات والكادحين. والمفارقة أن حضور الليبرالية الجديدة في حكومة المحاصصة، لا يقتصر على حقائب المجموعة الاقتصادية، وإنما يشمل معظم الوزارات الأخرى، بما فيها التعليم العالي والتربية والتعليم، وحتى الأوقاف !!
رابعا، هي حكومة تجديد رأسيّ أسوأ وزارتين أداء ودورا؛ الخارجية التي استمر على رأسها وزير لم يعد يصلح للمرحلة المقبلة، وزير لا يشعر الأردنيون أنه يمثلهم ولا يمثل دولتهم ولا مصالحهم ولا كرامتهم، ، بينما تم استبدال اسم باسم .. مع استمرار نهج الهدر والتشتيت المالي والاستعصاء التنموي في وزارة لا لزوم لها اسمها وزارة التخطيط، أعني التخطيط لتفكيك الدولة وإغراقها بالديون والفشل،
خامسا، حكومة ضعيفة مجوّفة عاجزة عن مواجهة الاستحقاقات الكبرى التي تواجه وطننا وشعبنا في المرحلة المقبلة، ستواصل سياسات الانحناء أمام الأمر الواقع، والإدارة بالقطعة، بلا منهج ولا منهجية، بل بالشطارة. والشطارة، يا دولة الرئيس، تنفع في تمشية الحال، ولا تنفع في إدارة الدول،
سادسا، حكومة من دون هيبة ولا حضور ولا مزايا ولا كفاءة، منقطعة الصلة بالواقع الوطني الاجتماعي الأردني وباحتياجاته وضروراته،
سابعا، حكومة سوف تذهب، كما وعد رئيسها، إلى التجنيس والتوطين بأسرع وأوسع مما يظن الجميع، وتلبي كافة الشروط الأميركية والإسرائيلية،
ثامنا، حكومة مخنوقة سوف توحّد، موضوعيا، جهود الإسلاميين واليساريين والقوميين والوطنيين والمستقلين والحراكيين من كل الاتجاهات والقوى الشعبية، ضدها … حكومة مكتوب على جبينها أنها ستسقط في الشارع، أقصد سوف يدفنها الشعب بأسرع مما تتخيّل الأطراف المتواطئة.