RIFF-RAffبهذه الكلمة ذات الجرس الحاد، والتي يحرك قائلها وجنته اليمنى لتصطدم بعين مغلقة رافعا رأسه قليلا تعبيرا عن الاشمئزاز، وصف الإعلامي في الديوان الملكي، معين خوري، الحراكَ الشعبي الأردني.
كانت الصحافة الأجنبية تسأله عن رأيه في ذلك الحراك، فأجاب بكلمة واحدة:
RIFF-RAFF
ومعناها القاموسي بالعربية : ‘حثالة.’ لكنها تتضمن معاني أخرى أيضا: ‘ رُعاع’ و’ همج’ و’ سَوَقة’ الخ
خوري كان يتحدث مع الصحافة الأجنبية بمنطق داخلي يقوم على وهم الشراكة : نحن البيض، المتحضرين، بيننا لغة تفاهم مختصرة في وصف هؤلاء البدائيين. لكن قوبل وصفه ذاك، بالدهشة والاشمئزاز؛ فلم يعد هناك في هذا العالم مَن يصف الشعوب، وخصوصا شعبه، بأنهم ‘ حثالة’.
الآن، ستقفز إلى ذاكرتكم، توا، أوصاف القيادي في الحكومات الأردنية، خالد طوقان، عن العرب البدائيين، ‘الزبالين’ و’ الحمير’!
وإنني لواثق أن لدى العديد منكم، معلومات عن شتائم وألفاظ احتقار صدرت عن هذا أو ذاك من أعضاء نخبة الحكم بحق شعبنا. وأنا، شخصيا، أعرف الكثير، ولكنني أريد أن أصارحكم، هنا، بأن هنالك شخصيات رسمية تحظى بالحماية، بحيث لا يمكن التعرّض إليها في الصحافة اليومية. وكما تعلمون: لستُ خائفا، ولكنني حريص على نشر هذا المقال بالذات.
على كل حال، ربما يكون معين خوري، بصفته إعلاميا ضليعا، قد لخّص، ببراعة، مشاعر ونَظَرات معظم أعضاء نادي الحكم نحو الشعب الأردني.
إنهم، ببساطة، يزدروننا.
وسأفاجئكم بالقول: إننا نستحق هذا الإزدراء!
أولا، لأننا سمحنا ونسمح لعناصر متغرّبة وفاسدة وغير مسؤولة ولا تتمتع بالكفاءة ولا بالوطنية ولا بالنزاهة، أن تحتلّ مواقع قيادية في الدولة، وتقرر عنا ولنا،
ثانيا، لأننا سمحنا ونسمح باستباحة وطننا وسيادته وهويته ومؤسساته وثرواته ومرافقه وأرضه .
ثالثا، لأننا مسالمون ومتحضرون أكثر مما ينبغي، بحيث أننا لم ننجح، بعد سنتين من الحراك المستمر الواضح المطالب، من تطهير أجهزة الدولة ومواقع القرار من الفاسدين والمعادين ومَن يعتبروننا ‘ همجا’، كما لم ننجح بالاقتصاص من فاسد واحد أو باستعادة أي من المنهوبات أو حتى وقف عمليات النهب،
رابعا، لأننا فشلنا، رغم كل الجهود والحقائق، في استرداد السيطرة على ‘ الفوسفات’ الذي تم تقديمه، وفق الوثائق الرسمية، ‘ هدية’ لسلطنة بروناي وشركائها المحليين، بل فشلنا في فرض إلغاء اتفاقية الإذعان مع شركة أوف شور مجهولة الهوية، ولكنها تحصد مع شركائها السريين / العلنيين، سنويا، مئات الملايين في عمليات فساد صريحة، طويت في الأدراج.
خامسا، لأننا، وبعد افتضاح ملفات الفساد بالتفصيل الممل، فشلنا، رغم أن حناجرنا جرحَتْ من الهتاف شهرا بعد شهر، في تغيير الموديل السابق في إدارة الاقتصاد الوطني. ففي نهاية الأسبوع الماضي، أقرت أقلية برلمانية، مرغمة، تمرير اتفاقية إذعان جديدة مع شركة ‘بريتيش بتروليوم’ تحصل فيه الشركة على احتكار انتاج وبيع الغاز الأردني من دون مقابل! اي والله من دون مقابل .. سوى ضريبة دخل محددة مسبقا بنسبة 15 بالمائة! ولا يوجد في الاتفاقية، التزام بتشغيل العمالة الأردنية، ولا حتى بيع الغاز للأردن بأسعار تفضيلية، وإنما سنشتري غازنا بالسعر العالمي!
كيف؟ ولماذا؟ وما هذه الجرأة على بلدنا وشعبنا وحراكه؟
نحن فعلا :
RIFF-RAFF
العرب اليوم