بهدوء | أليس الهجوم أفضل وسيلة للدفاع؟

(1)
لا أسرار، ولا حياء: السعودية تفاوض الباكستان على شراء أسلحة نوعية لتزويد الجماعات المسلحة في سوريا؛ صواريخ حرب العصابات المحمولة على الكتف، المضادة للطائرات والدروع. سيطيل ذلك أمد الحرب، ويوسّع دائرة الموت والدمار، ويمنح إسرائيل فرصة التوسع من الجولان المحتل في شريط حدودي جديد، محتل بإرهابيي الصهيوهّابية في الأراضي السورية.
لا أسرار، ولا حياء، ولا خلاف، حقيقياً، مع واشنطن التي تتعامل مع العملية السياسية في جنيف كإطار انقلابي تنتج عنه سلطة أقليّة عملاء، وبينما تواصل البحث عن «المعتدلين» في كتائب التكفيريين والطائفيين القتَلَة، تمنح الغطاء السياسي للإرهاب في سوريا، وتدين الحكومة السورية الشرعية التي تقاتل الإرهابيين، وتنهض بمسؤولياتها للحفاظ على وحدة وسلامة أراضي الجمهورية ومواطنيها.
(2)
لا أسرار ولا حياء؛ النظام الأردني ــــ «الطليعي» في مكافحة الإرهاب ــــ يدرّب المقاتلين غير الشرعيين، إنما المعتدلين! ويواصل العمل لدى الملك السعودي في تهريب السلاح لاستمرار مقتلة الشعب السوري!
مَن هي القوة الرئيسية للجماعات المسلحة في جنوب سوريا؟ أليست «جبهة النصرة» المسجّلة، دولياً، كمنظمة إرهابية؟ مَن يقدر على الجزم أن صواريخ السعودية الباكستانية، لن تكون، قريباً، بين أيدي «القاعدة»؟
في الأثناء، كل ما كان محرماً من الاتفاقيات الاقتصادية مع العدو الصهيوني، يتم تمريره، وكل إجراءات التوطين السياسي للاجئين والنازحين، التي كانت صعبة التحقيق، يتم اتخاذها الآن. يمكننا أن نفهم، إذاً، ذلك الرابط بين ضرورة إدامة الحرب في سوريا وبين مشروع تصفية القضية الفلسطينية، الدولة البديلة في الأردن، البنلوكس الإسرائيلي الفلسطيني الأردني.
(3)
لا أسرار ولا حياء؛ الإرهاب نفسه الذي يستنزف سوريا، يستنزف لبنان، بينما شركاء «حكومة المصلحة الوطنية»، يسوّغون، إنما في لهجة أقل وضوحاً، العمليات الانتحارية. على الضاحية والهرمل، إذاً، تسديد فاتورة الدم كاملة: فحزب الله مدانٌ بمحاربة الإرهاب! ومدانٌ بالتمرد على الأطماع الصهيونية في لبنان!
الذين يقاتلون حزب الله هم أنفسهم أولئك الذين تستقبلهم مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، تفتح لهم الممرات، وتزوّدهم بالمعلومات لمقاتلة الجيش السوري؛ أليس واضحاً ذلك التحالف؟ وهو يهجم، ويواصل الهجوم بالسيارات المفخخة والانتحاريين والفضائيات والصحافة و«الثقافة» ورتل السياسيين ذوي الربطات الملوّنة!
(4)
عصابات التكفيريين والطائفيين والظلاميين في بلادنا، القلب الصلب لـ «الثورات» الرجعية في بلادنا، ليس لها مثيل في البلدان المسيحية والعلمانية، في تلك البلدان هناك بديل مناسب: المنظمات الفاشية.
(5)
عصابات همجية من الميليشيات الفاشية وشبكات الإجرام وجواسيس المنظمات غير الحكومية، مُمَوَّلة، ومُدارة، في ميادين العاصمة الأوكرانية، من قبل ضباط استخبارات أميركيين وإسرائيليين، تتحوَّل، في الإعلام الغربي الليبرالي، إلى حركة ديموقراطية، وتحظى بالتغطية السياسية المثابرة من العواصم الغربية؛ تُزَوَّد بالسلاح، وبأوامر احتلال المقرات الحكومية وإطلاق النار على رجال الأمن، ثم تصدر المطالبات «الدولية» للحكومة الشرعية بالانسحاب، وعدم التصدي للمجرمين، مدعّمة بالعقوبات ضد المسؤولين الذين يمارسون واجباتهم في حماية الأمن العام وأرواح المواطنين وممتلكات الدولة.
غرفة العمليات الإمبريالية تنفّذ خطتها على مستويين: مساومات ومفاوضات تنتهي باتفاق حل وسط، ومن ثم القيام بانقلاب على الشرعية! ولاحظوا أنه انقلاب أقلية يمينية من البلطجية؛ ليس انقلاباً تقوم به المؤسسة العسكرية الوطنية، ولا هو استيلاء على السلطة باسم ثورة شعبية تمثّل الأكثرية.
العصابات تسيطر على كييف؛ تُستباح المدينة للنهَّابين، وكالعادة، يحضر تجّار الآثار والفنون لشراء مسروقات المتاحف! وفي الأثناء تشتعل الحرائق، ويجري تخريب البنى التحتية، ويُحظَر كل احتجاج مدني ضد الفوضى، بالعنف.
لكن، بالطبع، سيظل الانقلاب هامشياً؛ لا يمكن للفاشية وقوى اليمين واللصوصية وعملاء واشنطن، تكوين سلطة حكم مستقرة لصالح الأطلسي؛ فالأغلبية الأوكرانية تدعم الدولة الوطنية ووحدتها وترفض تفكيك قدراتها الصناعية والدفاعية وإلحاقها بالغرب، وترى في التحالف مع الجارة الشقيقة روسيا، ضمانة لمصالحها الاستراتيجية. هكذا، ستنجلي حملة القراصنة في كييف، عن خيارين أحلاهما مرّ: الحرب الأهلية أو تقسيم أوكرانيا إلى غرب أطلسي وشرق روسي.
(6)
فاشست ومجرمون ونشطاء منظمات غير حكومية، تموّلهم وتنظّمهم «سي آي إيه»، سنجدهم يتحركون في بلد آخر من بلدان المحور العالمي المضادّ للإمبريالية؛ ففي فنزويلا، أيضاً، يهجم الغرب على البلد المستقل المصرّ على بناء تجربته الاقتصادية الاجتماعية الثقافية الخاصة به؛ هذا «النشاز» البوليفاري، ينبغي وقفه! وتدمير التجربة التنموية الرائدة، ودفن تشافيز مرة أخرى!
صحافة «العالم الحر»، تدعم الفاشية في فنزويلا؛ هنا، أيضاً، المثقفون الليبراليون في الطليعة المقاتلة ضد النظام المتمرّد على الإمبريالية!
(7)
سؤال: ماذا يفعل حلف المقاومة والممانعة سوى تلقي الضربات والصمود؟
لاحظوا أن التقدم الإيراني لا ترجمة ميدانية له، بينما التخلّف السعودي يضربنا في غرف نومنا.
ولاحظوا أن الجيش العربي السوري لا يقاتل خارج الأسوار، بل يدافع عن سيادة البلد وأمنه داخل الأسوار، في عمق البلد.
ولاحظوا أن حزب الله يداري جراح جمهوره بالصبر.
نحن في حالة دفاع. لم نتعلم بعد درس الهجوم!
(8)
ما يزال لدينا أمل في الرد الروسي…

Posted in Uncategorized.