ناهض حتّر
“الانتهاكات الأمريكية الفظيعة الإجرامية ضد العراقيين والعراقيات ألحقت بالعرب، عموماً أضراراً نفسية وأدبية. وبالنسبة لي، فقد قررت أن أتصرف قضائياً.”
منذ ثلاثة اسابيع وانا اعيش في جحيم والمسؤول عن ذلك هو الحكومة الامريكية… وعلى وجه التحديد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
وقد بدأت القصة كالتالي: فأنا العائش منذ 20 آذار 2003، حين قامت القوات الامريكية بغزو العراق، في حالة من القهر والحزن الشديدين اللذين خلفا لدي كآبة عميقة واحساساً بانعدام الامان، وزهداً في متع الحياة الاعتيادية شاهدت، في لحظة فاجعة، مجموعة من الصور التي تظهر ضباطاً وجنوداً امريكيين ينتهكون الكرامة الانسانية لأسرى عراقيين في معتقلات غير شرعية لاحتلال غير شرعي في العراق الشقيق، جاء، حسب التصريحات العلنية لادارة الرئيس بوش الابن، من اجل تحقيق ثلاثة اهداف هي:
«1» انتزاع اسلحة الدمار الشامل العراقية.
«2» قطع علاقة بغداد بالارهابيين.
«3» الحفاظ على حقوق الانسان العراقي.
وقد، تبين بوضوح ان هذه الاهداف هي مجرد اكاذيب.
الصور المرعبة جرى نشرها على نطاق واسع، اي انني شاهدت ايضاً، صوراً اخرى لحفلات اغتصاب مقززة يقيمها ضباط وجنود امريكيون، في هرج ومرج، وضحاياهم نساء عراقيات اسيرات في معتقلات «الحرية» الامريكية.
لقد آذت هذه الصور البذيئة روحي بل صدمتني في صميم مشاعري الوطنية والشخصية وتملكني شعور عميق بالاهانة لم استطع ان اتجاوزه على الرغم من الاسف الذي ابداه الرئيس بوش الابن الذي لم يعترف بمصدر الخطأ الاساسي وهو قراره الاستعماري بغزو بلد آمن.
ان المهانة تمزق اضلاعي، ولا تفارقني ابداً، وهي تسبب لي آلاماً معوية مستمرة قاتلة، وتوتراً عصبياً شديداً، وآلاماً جسدية وصداعاً، وتنفر من عيني الدموع فجأة، انني اتألم واتوجع ولم تعد المهدئات تجدي معي نفعاً وانا مستنفر عصبي ومستعد لمقاتلة كل شخص حولي لاي سبب كان وباختصار فان صور التعذيب والاغتصاب والانتهاكات الاخرى التي مارسها الضباط والجنود الامريكيون ضد رجال ونساء من اهلنا في العراق، قد اضرت بي ضرراً شخصياً مباشراً ومستمراً، وبما ان حياتي تحولت الى جحيم لا يطاق، فقد فكرت عدة مرات، بالانضمام الى صفوف اية منظمة مقاتلة ضد الامريكيين، سوى ان ذلك صعب ويا للاسف – بالنظر الى انني مدرب على الصراع السياسي وليس العسكري، كما انني في سن لا يسمح لي بالعمل الفدائي.
ايّ ان الكتابة والنشاط السياسي لم يعودا يشفيان غليلي، ولا يعطياني الحد الادنى من التوازن النفسي اللازم لاستمرار الحياة اليومية.
صحيح ان انتهاكات حقوق الانسان ليست جديدة في بلادنا، وانا شخصياً تعرضت لها غير مرة، الا ان ما كشفت عنه صور تعذيب واغتصاب الاسرى والاسيرات في العراق، غير مسبوق ابداً لان الانتهاكات الامريكية هي مزيج من العنصرية والسادية الجنسية والتوحش وتوخي الاهانة القومية والدينية، والمقصود بهذه الممارسات ليس فقط انتزاع اعترافات من الاسرى والاسيرات، بل اهانة الشعب العراقي والامة العربية… انها انتهاكات تتقصد شرف العراق والعراقيين وشرف العرب والعروبة.
وهي ليست ممارسات معزولة لمجموعة من الضباط والجنود المرضى نفسياً… ولكنها ممارسات عامة مقصودة… وهي تمت وتتم باوامر من الهيكلية العسكرية الامريكية، وبموافقة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
لقد وعد الرئيس بوش الابن ان يكون العراق «انموذجاً» للشرق الاوسط كله، وهو ما يجعلني افكر في المصير الاسود الذي ينتظرنا على ايدي الامريكيين اذا ما نجحوا في تعميم انموذج «الحرية» الذي تكشفه الصور البذيئة للممارسات الامريكية في المعتقلات.
انني اعاني، جراء الانتهاكات الامريكية العنصرية لحقوق الانسان في العراق، وجراء التهديد الرئاسي الامريكي بتعميمها على الشرق الاوسط كله. وهذه المعاناة سببت لي وتسبب اضراراً شخصية جسيمة لا استطيع تحديد حجمها او مداها.
وبذلك تكون قد تكونت لدي قضية كاملة شخصية ضد رامسفيلد وقد تشاورت مع الصديق المحامي الاستاذ زايد الردايدة في تفاصيل هذه القضية، وتطوع، مشكوراً بتسجيل دعوى، امام المحاكم الاردنية، ضد وزير الدفاع الامريكي، دونالد رامسفيلد، لمطالبته بالاضرار المعنوية والمادية والنفسية والادبية، التي لحقت بي شخصياً، جراء اوامره بانتهاك حقوق الانسان العراقي وشرف العراق والامة.0
وزير الدفاع الأمريكي هو المسؤول الأول عن الانتهاكات وآثارها دعوى ضد رامسفيلد
Posted in Uncategorized.