إذا كانت الصحراء الشاسعة تنأى بخطر’ داعش’ على الأردن، فإن هذا التنظيم الإرهابي سيكون، قريبا جدا، على حدودنا الشمالية؛ حوالي مئة كيلو متر عن عمان العاصمة!
الاستراتيجية الأردنية لحماية شمال البلاد من جيرة الإرهابيين، تمثلت في دعم قوى عشائرية، أبرزها التنظيم المعروف ب ‘ شهداء اليرموك’، وقد تم تدريبهم وتسليحهم واعتمادهم للسيطرة على نطاق فاصل بين الحدود الأردنية وتمدد التنظيمات الإرهابية؛ يبدو الآن أن هذه الاستراتيجية قد فشلت؛ فمنذ أيام، تشن جبهة ‘ النصرة’ ( القاعدة) حربا ضروسا استئصالية على تنظيم’ شهداء اليرموك’ الذي يتهاوى الآن، ولم يعد ، عنده، سوى خيارين:
مبايعة ‘ داعش’ المتوثبة للسيطرة على مناطق ‘ المعارضة’ و’ النصرة’ في جنوبي سوريا أو الهزيمة والتلاشي.
نحن، إذاُ، أمام سيناريوهين؛ فإما يسيطر أحد التنظيمين الإرهابيين على حدودنا، وإما يتقاسمان تلك السيطرة. وفي الحالتين، سيكون علينا مجابهة مخاطر أمنية جدية.
يمكننا الاستنتاج بأن استراتيجية استخدام مليشيات ‘ معتدلة’ ضد المليشيات الإرهابية، لم تعد فعالة في سوريا اليوم، في ظل الانهيارات المتلاحقة في صفوف الجيش الحر والمليشيات المعارضة العشائرية، لصالح المتطرفين من ‘ النصرة’ و’ داعش’؛ وربما كان هناك مَن يفكر الآن بإنقاذ تلك الاستراتيجية، من خلال التحالف مع ‘ النصرة’ ضد ‘ داعش’، أي التحالف مع إرهابيين ضد إرهابيين! وهو ما سيفاقم خطر الإرهاب، ويسمح بتمدده؛ بينما أكدت التجربة أن ميزان القوى بين الفصائل المتطرفة يميل، دائما، لصالح الأكثر تطرفا.
هناك بديل آمن وفعّال وينسجم مع قيم الجيرة والعلاقات العربية والمصالح الوطنية والتأسيس للمستقبل؛ يتمثل هذا البديل بالتحالف مع دمشق والتنسيق الأمني والميداني مع الجيش العربي السوري لضرب الإرهابيين على حدودنا الجنوبية.