نصر من الله وفتح قريب

ناهض حتّر
اعترف وزير الدفاع الامريكي، دونالد رامسفيلد، بمضمون التقرير الذي نشرته «الصن دي تايمز» البريطانية «26/6/2005» حول المفاوضات بين الامريكيين ومنظمات المقاومة العراقية، في 3 حزيران الحالي. وقال انها «المفاوضات» تستهدف عزل المسلحين العراقيين عن مقاتلي «القاعدة».

وفقا لـ «الصن دي تايمز»، كان المفاوضون يمثلون «البنتاجون» و «السي آي ايه»، و «الكونغرس»، والسفارة الامريكية في بغداد، فهذا الوفد، اذن له طابع سياسي ومؤسسي، وليس ميدانيا، ولم يأت ليناقش مع المقاومين، مسائل ميدانية – كما يحدث عادة بين المتحاربين – .

حاول الامريكيون، بالطبع، الافادة من اللقاء مع المقاومين، للحصول، بصورة غير مباشرة، على معلومات حول بنى التنظيمات المسلحة، لكن هذه المحاولة الوقحة كادت ان تؤدي الى انسحاب الوفد العراقي، لولا العودة، مرة اخرى، الى الامر الجوهري. وهو كيفية التوصل الى «حل سياسي».

طرح الامريكيون عدة افكار، منها اطلاق سراح المعتقلين السياسيين مقابل وقف القتال، واقترحوا، كذلك، التعاون مع منظمات المقاومة العراقية ضد تنظيم «القاعدة». وهذا معناه، سياسيا وفعلياً، اعتراف الامريكيين بأن (1) المقاومة العراقية هي القوة الوحيدة القادرة على ضبط الامن في العراق (2) وبالتالي، فهي القوة المؤهلة لبناء السلطة والدولة الجديدتين.

رفض المقاومون العراقيون، الاقتراحات الامريكية، وطرحوا، بالمقابل، الاتفاق على جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية والاجنبية من العراق، وطالبوا بتعويضات عن آثار الحرب اللاشرعية التي شنها الامريكيون ضد بلدهم، بينما طلب مفاوض عراقي واحد – دون ان يحصل على تأييد الوفد العراقي – اعادة الرئيس صدام حسين الى السلطة.

خرجت الولايات المتحدة من هذه المفاوضات، اكثر يأسا لتغرق في مستنقع سياسي جديد من انعدام الثقة والشروع في تقبل مرارة الاستسلام، بينما ادرك المقاومون العراقيون، عمق الازمة الامريكية، فضاعفوا هجماتهم الهادفة الى تحطيم معنويات المحتلين والحكومة التابعة لهم.

Posted in Uncategorized.