العرب اليوم
ناهض حتّر
أهالي الفلوجة البطلة، يتوجهون إلى الحكومة الأردنية، والشعب، الأردني، بنداء حار من أجل:
1- تفعيل المستشفى الميداني الأردني بالفلوجة، وتدعيمه وتمكينه من استقبال وخدمة الجرحى.
2- تلبية حاجة المدينة الفورية إلى الغذاء والدواء والمساعدات اللازمة الأخرى، وتأمين وصولها إلى الاهالي.
ويأمل أهالي الفلوجة بالأردن والأردنيين أن يلبوا نداءها. وأنا أحسب أن الحكومة الأردنية، تستطيع أن تتدخل بالفعل، وبالسرعة اللازمة، لإرسال قافلة مساعدات طبية وإنسانية وغذائية عاجلة إلى الفلوجة. هذه المهمة غير سياسية. وعلى الحكومة الأردنية أن تضغط جدياً على «الحليف» الأميركي، لضمان السماح للقافلة الأردنية بالتوجه فوراً إلى الفلوجة.
لا يمكن أن يقف الأردن مكتوف، الأيدي بإزاء المذبحة الإجرامية الأميركية التي يتعرض لها أهلنا في العراق بعامة، وفي الفلوجة المحاصرة تحت القصف العشوائي بالطيارات والدبابات والمدافع الثقيلة.
وتقول رسالة استغاثة وصلتنا أمس أن المحتلين قطعوا وسائل الاتصال والماء والكهرباء عن الفلوجة، وكذلك الطريق الدولي المؤدي إلى الأردن ومنعت السيارات والشاحنات المحملة بالمواد الاستهلاكية والخضروات من دخول المدينة التي تتوقع من الأردنيين أن يفعلوا ما بوسعهم لإنقاذها إنسانياً، خصوصاً وأن القصف، الأميركي الذي دمر أحياء بكاملها، قد خلف مئات الجرحى من الرجال والنساء والأطفال من دون خدمات طبية… مثلما خلف مئات الأسر المشردة التي تعاني بشدة خارج منازلها المدمرة.
إنني، كمواطن أردني، أضم صوتي إلى نداء الفلوجة، وآمل، أولاً، من أجل الحفاظ على صورة الأردن العربية في قلوب العراقيين وثانياً، من أجل إنقاذ المواطن الأردني من هول الإحساس بالذنب، والألم، وثالثاً من أجل رد بعض دين العراق علينا، أن تتكون، عاجلاً، مبادرة أردنية لمساعدة الفلوجة. ولا بد أن تكون هذه المبادرة ناصعة البياض، وإنسانية بالكامل… فلا تضع أهالي الفلوجة البطلة، في زوايا سياسية صعبة، من أجل الحصول على المساعدات اللازمة.
الماء والغذاء والأدوية والأطباء إلى الفلوجة… من دون مساومة سياسية من أي نوع هذا هو عنوان المبادرة الأردنية الرسمية والشعبية-المطلوبة الآن… فوراً.
أهيب برئيس الوزراء فيصل الفايز، أن يأخذ هذا الاستحقاق على رأس أولوياته. وأتوقع احتجاجاً حكومياً رسمياً على المجازر الأميركية في الفلوجة، والطلب من الأميركيين تمكين الأردن من القيام بواجباته الإنسانية إزاء الأشقاء الأعزاء.
وأهيب بالأحزاب والنقابات والهيئات الاجتماعية إلى المباشرة بحملة صرخة ضمير من أجل الفلوجة: احتجاجات وضغوط على قوى العدوان ونداءات إلى الأمم المتحدة وسفارات الدول الكبرى، والهيئات الإنسانية، تبرعات ومتطوعون للخدمة الإنسانية والطبية. كل كلمة كل علبة دواء… كل مساعدة – مهما صغرت-قد تنقذ طفلاً من الموت. ()