ناهض حتر يكتب : هل نتحد مع مافيا ؟

تمر القضية الفلسطينية الآن في أسوأ الأوقات منذ ال 48 . ليس لأن العدو ‘ الإسرائيلي’ أقوى . بالعكس أنه الآن في أضعف حالاته . والبرهان على ذلك ، التراجع الإستراتيجي ‘ الإسرائيلي’ على الجبهة اللبنانية ـ السورية ، وتحوّل الجيش ‘ الذي لا يقهر’ ، على أيدي الشعب الفلسطيني في انتفاضاته ، إلى قوة شرطة مدججة بالأسلحة ، ولكنها مجوّفة من الداخل،بحيث أن بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله ، هزموها شر هزيمة في تموز 2006. ولا نضيف جديدا حين نلاحظ أن الدور الإقليمي ‘ الإسرائيلي’ تراجع إلى حدود محلية منذ قدم الأميركيون بأنفسهم لإقامة إمبراطوريتهم الشرق أوسطية المتعثرة. وفي فلسطين نفسها ، تواجه ‘ إسرائيل’ ، مقاومة حركة حماس بالكثير من العنف ، لكن بالقليل من الشجاعة أو الإنجاز . وهي تثير الكثير من الغبار في تهديدات بلهاء موجهة على إيران . ولكنها تدرك أنها اعجز عن مواجهة كتلك ، وتأمل أن يقوم الأميركيون المنهكون بالمهمة عنها.
‘ إسرائيل’ ، بالتعبير الفرنسي ، ‘ كادوك ‘ ! انتهت ! أصبحت من الماضي !ومع ذلك ، فالقضية الفلسطينية مهددة كما لم تكن في تاريخها . لماذا ؟ لأن النخبة الفلسطينية المسيطرة هي ، أيضا، ‘ كادوك’. فهي مستسلمة تماما لإرادة ‘ إسرائيل’ المهزومة التي تريد أن يدفع الشعب الفلسطيني ، فاتورة انحسار دورها الإستراتيجي.

لنكن صرحاء.. نخبة ‘ السلطة ‘ فقدت ، نهائيا، كل ارتباط لها بالعملية التاريخية لإعادة بناء المجتمع الفلسطيني . وهي مشغولة بالبزنس ، حتى لو كان توريد الاسمنت للجدار الاستيطاني ‘ الإسرائيلي’ ، وحتى لو كان استخدام امتيازات القيادة لتهريب موبايلات إلى الضفة ! بينما قسم آخر منها أصبح جزءا لا يتجزأ من بنية الأمن ‘ الإسرائيلية’ .

هذه النخبة لا يمكنها أن تبني دولة ، لا في كل الضفة وغزة ولا في بعضها . وهي تعرف أن دورها تراجع إلى الحد الذي لن يمنحها أحد لا دورا ولا دولة ولا دويلة .. ولذلك يسيل لعابها الآن على الخيار الأردني كطوق نجاة فئوي على حساب القضية الفلسطينية وعلى حساب الأردن معا .

الشعبان الشقيقان لن يمررا هذه المؤامرة طبعا . لكن حتى لو كان هنالك قبول أردني بالعودة إلى ما قبل ال 67 بكامل الأرض والسيادة والقدس وعودة اللاجئين ، فليس للأبوات مكان في دولتنا . أولئك الذين ذاق الفلسطينيون منهم ويلات الفساد والمحسوبية والفوضى والتسيب والاعتقالات الكيفية والتعذيب والتنسيق مع ‘ إسرائيل’ ضد الوطنيين ، لن يقبلهم الشعب الأردني لا في بنية دولته ، ولا في أجهزته ، ولا في حياته السياسية ، ولا حتى بين ظهرانيه . أفضل شيء يفعله هؤلاء هو البحث عن جزيرة في الكاريبي يحملون إليها أموالهم ومليشياتهم .. وذكريات الحب من طرف واحد مع ‘ إسرائيل’.

Posted in Uncategorized.