ناهض حتّر
الجبهة الثانية… في الخليج!
الجمعة 5 نيسان 2002: تاريخ سيسجله التاريخ. الجماهير الخليجية في الشوارع فيما هو أكثر من تضامن مع بطولة الفلسطينيين. وجل الغضب الشعبي الخليجي ضد الولايات المتحدة الأميركية يطلق أولى إشاراته التحذيرية: الأعنف، بالطبع، في البحرين؛ لكن الأهم، حتماً، في السعودية؛ وبينهما الإمارات وعُمان .. ومَن قال إن القطريين والكويتيين بعيدون عن روح الخليج الجديدة؟!
***
نلاحظ، أولاً، أن الجبهة الأولى الأساس، جبهة الصمود البطولي الفلسطيني، هي التي تضع الحدث في إيقاعه العربي والدولي. فالمقاومة الباسلة التي فجرها الكادحون الفلسطينيون في “البلدات القديمة” والمخيمات، لا تواجه، فقط، دبابات التحالف الأميركي – الإسرائيلي، وتهزمها سياسياً– وهو الممكن المطلوب– بل توقد، أيضاً، شرارة استراتيجية للتحولات من المحيط إلى الخليج.
ونلاحظ، ثانياً، أن غضبة الجماهير العربية في مصر، وسورية، ولبنان، والأردن، والمهاجر… وصواريخ حزب الله في مزارع شبعا، هي تعبيرات تجري في مسار الحدث الفلسطيني نفسه، في الجبهة الأولى نفسها…
ولكن، في الخليج … ثمة جبهة ثانية انفتحت!
***
الخليج!
النفظ. المجتمعات التقليدية. الأنظمة السياسية المحافظة، والصديقة/الحليفة للولايات المتحدة الأميركية. المارينز. تحضيرات العم سام لشطب ال(لا) العراقية على اكتمال الهيمنة الأميركية على النفظ والقرار في الخليج كلّه.
وأيضاً: الخرائط الجديدة في سيناريوهات البنتاغون لما بعد 11 أيلول… كل ذلك، وسواه من الأبعاد والمفاصل والتفاصيل، هو الآن محور الجبهة الفلسطينية الثانية!
***
حسناً. لقد كانت فلسطين، خلال النصف الثاني من القرن الماضي، دائماً، في صلب التحولات العربية. وها هي تواصل هذا الدور… من رام الله إلى البحرين.