الشاهدناهض حتّر
كتبت مقالا حول مقابلة مع السيد ياسر عرفات. نشرت مؤخرا
وحينما منع الزميل رئيس التحرير، المقال من النشر، حاولت ان اكتب، لأيام، بدون جدوى.
وهأنذا اتخلى عن الشكل الساخر والقصصي-على جماله-وأعيد كتابة الفكرة الرئيسية للمقال، عساه ينشر، فأستعيد قدرتي على الكتابة.
بعد حذف الجماليات الاسلوبية، كنت قد قلت ما يلي:
١-ان المقابلة، بالاجمال، نص مسل. وقد استمتعت بقراءتها بوصفها مادة دعائية لم يبذل فيها الطرفان -الصحفي والرئيسي-اي جهد لاحترام عقل القارئ، تجاه الانجازات الفخمة التي حققها الاتفاق الاسرائيلى-الفلسطيني.
٢-ان السيد الرئيس يستحق شكرنا، نحن الاردنيين، على ما بذله من مساع-بعد ان ثبت نفسه على الخريطة الاميركية-الاسرائيلية -لكي يقنع واشنطن وتل ابيب، بمشاركة الاردن في مؤتمر الدول المانحة للمساعدات الذي انعقد في العاصمة الاميركية، بينما كانتا لا تريدان من العرب سوى المنظمة.
٣-ان قول الرئيس الفلسطيني ان مشاكل مثل عودة اللاجئين والنازحين، وصلاحيات الحكم الذاتي، وتحوله الى دولة… الخ هي مشاكل فنية، وترتبط باقامة البنية التحتية في الاراضي المحتلة، وان هذه المشاكل ستحل بالمساعدات التي وعد الرئيس الاميركي بتأمينها ان قول الرئيس هذا تبسيط مخل للمشاكل الفعلية، وتجاهل للقضايا الرئيسية، وهي: قضية السيادة على الضفة والقطاع (أهي للشعب العربي الفلسطيني أم لاسرائيل وفقا لاتفاق ١٣ ايلول) وقضية مستقبل الكيان الفلسطيني ( أهو جيب متعاون مع اسرائيل أم دولة مستقلة قادرة على الانخراط في محيطها العربي) وقضية الدور الفلسطيني في الصراع العربي الاسرائيلي الان ( فيما يتصل بالمسارين السوري واللبناني) ومستقبلا فيما يتصل بالاشكال المتعددة لاستمرار الصراع العربي الاسرائيلي (مقاومة التطبيع…)
وقضية المعارضة الفلسطينية، واحتمالات الحرب الاهلية والتهجير (مجددا) والى ما هنالك من قضايا عديدة وخطيرة ومتفجرة، وتمس مستقبل الشعب الفلسطيني والاقطار العربية المجاورة.
٤-ان تشبيه السيد ياسر عرفات، اتفاقه مع رابين، بالاتفاق الجزائري-الفرنسي، والفيتنامي-الاميركي -ليس دقيقا من الناحية التاريخية، حيث ان الاتفاقين هذين نصا على انسحاب القوات المحتلة من الجزائر وفيتنام انسحابا كاملا، وفوري، وبدون قيد أو شرط، كما نصا على اعتراف المحتلين بالسيادتين الجزائرية والفيتنامية بدون انتقاص، بالاضافة الى ان الجزائريين والفيتناميين وقعا اتفاقات السلام بيد، بينما اليد الاخرى تطلق النار… مما اضطر السفير الاميركي في سايغون للهرب بهيلوكوبتر حملته من سطح مبنى السفارة المحاصر.
وهذه أشياء لم تتوفر للسيد عرفات في اتفاقه مع رابين.
٥ -استفظعت ان يشبه السيد عرفات نفسه بصلاح الدين الايوبي… وتركت أمر المقارنة بينهما للقراء.
أرجو ان يجد هذا المقال -ثقيل الظل، طريقه للنشر، وآسف لان التنكيت السياسي-وهو فن معروف في العالم -ما يزال يثير الحساسيات في بلادنا.
مقال ثقيل الظل
Posted in Uncategorized.