ناهض حتّر
حين ينجلي غبار الحرب اللبنانية – الاسرائيـلية سوف نكون امام واقع سياسي جديد في المشرق العربي، يتمثل في الآتي:
1- التجربة الناجحة لحزب الله في التصدي للعدوان الاسرائيـلي.
2- الاشراف الامريكي المباشر على هذا العدوان.
3- انكشاف التحالف القائم بين عواصم عربية وتل ابيب، تحت رعاية، وفي سياق المشروع الاستعماري الامريكي.
4- موت عملية السلام التي ظلت محور السياسة العربية لثلاثة عقود.
وهكذا، سوف يكون الفلسطينيون في مواجهة اوسلو، الاتفاقيات والسلطة والمفاوضات وخارطة الطريق .. الخ، هذه البضاعة السياسية فقدت الصلاحية. فإلى متى يمكن التعايش السياسي مع الجرائم الاسرائيـلية اليومية ضد المدنيين؟ والى متى يمكن القبول بالحياة المريرة تحت الحصار والقصف والقمع؟ والى متى يمكن تأجيل الانسحاب الاسرائيـلي الى حدود الـ ،67 وتمكين الفلسطينيين من بناء دولتهم، والعودة الى ديارهم؟ لا نخبة «اوسلو» … ولا نخبة «حماس» لديهما الجواب. فلا بد، اذن، من مقاربة جديدة.
والى متى سيظل الجولان جرحا نازفا في خاصرة الدولة السورية وكرامتها، وحجرا ثقيلا جاثما على قلب دمشق، يحول بينها وبين ربيع التحديث والديمقراطية؟
الاجابة السورية التقليدية، سقطت في «مارون الراس»، ولا بد، اذن، من مقاربة جديدة.
وهل سيظل العراقيون يعيشون في الماضي، من «مظلومية» الشيعة التقليدية الى «مظلومية» السنة المستجدة، الى الحوار البزنطي- ولكن الدموي – حول المحاصصة والاحقاد القديمة والبنى السياسية الميتة؟ ومن سيجيب على السؤال الآتي:
كيف يستقيم دعم الاحتلال الامريكي بسيطرة «الطائفة الشيعية» عن العراق مع المذابح الامريكية – بالعسكر الاسرائيـلي- لشيعة لبنان؟
وهل يمكن تجاهل مكانة ودور العرب السنة في الدولة العراقية؟ خصوصا لجهة الصلة بين العراق والعالم العربي؟
وكذلك السؤال الاخر: هل يمكن للمقاومة «السنية» ان تنتصر بينما هي تركز على هدف سياسي وهمي – هو العودة الى الماضي- وهل يمكن الاستمرار في تجاهل رؤية ومصالح وثقافة المكون الرئيسي «الشيعي» للمجتمع العراقي؟
الاجابات العراقية المطروحة حتى الان، لم تعد فعالة … بل هي كارثية. ولا بد، اذن، من مقاربة جديدة.
وفي الاردن، سوف تلح الاسئلة: هل معاهدة وادي عربة ما تزال صالحة لتلافي الاخطار الاسرائيلية على الامن الوطني الاردني؟ هل يمكننا الاستمرار في قبول النهب الاسرائيلي لحقوقنا المائية في نهر الاردن وتدمير بنية البحر الميت؟ او الاستمرار في قبول احتجاز اسرانا في السجون الاسرائيـلية، وفي مقدمتهم المجاهد سلطان العجلوني؟!
المقاربة الاردنية التقليدية – من الحكم والمعارضة معا- لم تعد مقنعة. ولا بد، اذن من مقاربة جديدة.