مرة أخرى من أجل العراق

ناهض حتّر
وضع وزير الخارجية السعودي، الامير سعود الفيصل، يده على الجرح، حين اعلن ان الولايات المتحدة، تفتت العراق طائفياً، وتسلمه الى ايران.

وهذا هو اول مسؤول عربي يكشف حقيقة ما يجري في العراق من تقسيم طائفي وتواطؤ بين الاحتلال الامريكي، والاحتلال الايراني. ويلاحظ الفيصل، صراحة، ان الايرانيين ينشطون في المناطق التي يسيطر عليها الامريكيون في العراق، اي تلك المناطق التي تقع خارج نشاط او سيطرة المقاومة العراقية.

تصريحات الفيصل بالغة الاهمية – على الرغم من انها متأخرة – لانها تعبر عن عاصمة بحجم الرياض .. وربما يحفز ذلك العواصم العربية الاخرى – اقله – على ابداء قلقها العلني ازاء ما يحدث في العراق. فقد اصبح واضحاً ان المشروع الامريكي، في هذا البلد، قد فشل نهائىاً وكلياً، ولم يعد امام واشنطن، سوى البحث عن حل عربي ودولي للازمة العراقية او الاستمرار في السياسة اللاعقلانية الراهنة حتى السقوط في هاوية انفجار المنطقة كلها.

هل تنتقل الرياض من النقد العلني الى اطلاق مبادرة انقاذية في العراق؟

سؤال عاجل مطروح، ايضاً، على العواصم العربية. فلم يعد تكرار الكليشيهات المملة عن «مواجهة الارهاب» و «دعم العملية السياسية العراقية» له اي معنى او مضمون، بينما القنبلة العراقية الموقوتة في ربع الساعة الاخيرة قبل الانفجار العظيم.

ان طريق الخروج من المأزق العراقي، واضح تماماً، ويتألف من اربع خطوات متزامنة هي «1» انسحاب قوات الاحتلال «2» تشكيل قوات دولية – عربية من الدول التي لم تشارك في الحرب لحفظ السلام «3» انتخاب مجلس تأسيسي للدولة العراقية تحت الاشراف الدولي «4» الشروع في جهد عالمي لاعادة الاعمار وتأمين المتطلبات الضرورية لحياة العراقيين.

وللتفاهم حول هذه الاجندة، لا مناص من تدخل عربي مؤثر ومثابر على الصعيد العراقي الداخلي والامريكي والدولي.

واذا كان من المؤسف ان العرب الرسميين لا يمتلكون الارادة السياسية للقيام بهكذا مبادرة، فليس مفهوما – بالنسبة لي – صمت الشعوب العربية وسلبيتها. وانني اجدد ، هنا، اقتراحي بقيام الاحزاب والهيئات والمنظمات العربية الشعبية والبرلمانات والشخصيات العامة، بالتنادي الى عقد مؤتمر عام – ولو في باريس؟! للخروج بمبادرة ازاء العراق والضغط على الحكومات العربية، لإقرارها.

Posted in Uncategorized.