منطقة خطر
العدد 87
ناهض حتّر
ذكي… ذلك القارئ، الذي لاحظ أننا «نكتب مثل الدكتور فهد الفانك». وبالفعل، نحن نتفق مع الزميل الدكتور في نقطتين هما: (١) ان الاتفاق التحالفي بين منظمة التحرير و«اسرائيل» قد وضع العلاقات الاردنية-الفلسطينية، والاردن، في مأزق جدي. (٢) وأن الحكومة الاردنية التي تتخذ سياسات ضعيفة ومترددة ازاء هذا الوضع، لا يمكنها معالجة ذلك المأزق-وأقلّه حماية الحدّ الادنى من المصالح الاردنية -في إطار التنسيق أو التفاهم مع قيادة المنظمة… لأن الأخيرة اختارت، نهائيا، أن تكون جزءا من المشروع “الاسرائيلي”.
بيد أن ذكاء القارئ العزيز يقف عند هذا الحد؛ ولا يساعده في أن يرى الفارق النوعي بين ما يقترحه الدكتور الفانك… وبين ما نقترحه نحن من حلول في مواجهة المأزق ذاته.
الدكتور الفانك يقترح على الحكومة الاردنية، القفز عن المنظمة، والتفاهم، مباشرة، مع «اسرائيل» لترتيب العلاقات الاردنية -الفلسطينية؛ أما نحن، فنقترح القفز عن المنظمة و «اوسلو» ونتائج اوسلو، باتجاه التفاهم والتحالف مع دمشق وبيروت والمعارضة الفلسطينية. وفي هذا السياق، اقترحنا حكومة اسلامية اردنية تتفاهم مع (حماس) لاعادة بناء العلاقات الاردنية -الفلسطينية على أسس وحدوية وعربيّة وتكفل مصالح الشعب الواحد على ضفتي النهر: مثلما اقترحنا الرد ايجابيا على المقترحات السورية التي نقلها فاروق الشرع، واستهدفت «عزل الصلح المنفرد»، واعادة العملية السلمية الى «ثوابتها»؛ وقلنا، اذا لم يكن الاردن في حجم العراق او سوريا… فهو، على الاقل، في حجم لبنان؛ ويمكنه، بالاستناد الى سوريا، ان يكون مرتاحا وقويا، على الأقل في مستوى ارتياح لبنان وقوته الآن!
نعم. نحن نحرّض على عزل قيادة المنظمة… ليس لأنها فلسطينية، ولكن لانها اصبحت أداة “إسرائيلية”… ونقترح بالمقابل توطيد علاقات الاردن مع (حماس) والجبهتين الشعبية والديمقراطية، وبقية الفصائل الوطنية الفلسطينية، في إطار تحالف اردني-سوري -لبناني-فلسطيني، ربما استطاع انقاذ ما يمكن انقاذه! وهو تحالف يتطلب بالضرورة، أقلّه تفاهماً سورياً -عراقياً، يستطيع الاردن أن يلعب فيه دوراً.
للأردن مصالح وطنيّة ينبغي الدفاع عنها! وهذه المصالح لا تعني جزءا من أبناء الاردنّ دون غيرهم. انها -موضوعيا-مصالح الاردنيين من أي أصل كانوا؛ وعندما يتأذى الدينار الاردني، مثلا، بقرار سياسي «اسرائيلي»-عرفاتي، فهل سيكون فلسطينيو الاردن في منأى عن الكارثة؟!
كل ما نقوله ان هنالك مصالح وطنية أردنية، وان الدفاع عن تلك المصالح لا يتأتى بالذهاب الى تل أبيب… بل الى دمشق وبغداد!
كل ما نقوله اننا نرفض الخيار «الاسرائيلي» حتى لو ارتدى حطةً وعقالاً، واننا مع الخيار العربي… فلا وجود لنا خارجه!