ليس دفاعاً عن البخيت

ناهض حتّر
يستطيع المراقب أن يلاحظ بدء هجمات منسَّقة ضد حكومة معروف البخيت. وعما قريب سوف تتصاعد هذه الهجمات، وتختلط فيها الأوراق، وتكبر مثل كرة، الثلج، بحيث تثقل كاهل الحكومة، وتحاصرها، وتسقطها.

مصدر الهجمات -حتى الان- يأتي من الأوساط الليبرالية الجديدة، ووفق أجندتها، لكن استضعاف الحكومة سوف يغري عدّة أوساط للدخول في المعركة، ابتداء من أنصار (حماس) الذين أظهروا، بصورة لافتة، الكثير من صور الدعم السياسي، والاعلامي لليبراليين الجدد، مروراً بالمنافسين، وانتهاءً بالمعارضين. وعلى كل حال، فانه جرى تشغيل الضوء الأخضر لجوّ سياسيّ معادٍ لحكومة البخيت.

إحدى الصحف الأسبوعية، نقلت، اعلى صفحتها الأولى وتقريرها الرئيسي، عناوين الهجمة الليبرالية الجديدة على حكومة البخيت من حيث انها «عاجزة عن تطبيق الرؤية الملكية» وانها «تسير ببطء شديد» وان «الفقر والبطالة والفساد» أبرز الشواهد على عجزها وبطئها. وبالطبع، فان هذه الانتقادات لا معنى لها. فاحتساب «القدرة» و«العجز»، يرتبط بالصلاحيات. والبطء قد يكون احياناً مفيداً؛ وظواهر الفقر والبطالة والفساد، كانت موجودة دائماً. وهي تحولت إلى غيلان مرعبة بسبب سياسات الليبرالية الجديدة القائمة على الخصخصة الشاملة وتدمير دور الدولة الاقتصادي – الاجتماعي، واعتبار «الاستثمار اولاً» لمصلحة الأقلية.. وعلى حساب المجتمع والوطن.

يدعي التقرير الصحافي -المدعوم من الليبراليين الجدد-، بان حكومة البخيت، هي «حكومة اللون الواحد». وهذا ليس صحيحاً ففي حكومة البخيت، عدة وزراء رئيسيين هم أعضاء او انصار لحزب الليبرالية الجديدة. ولكن هذا الحزب يزعجه ألاّ يكون الرئيس وكامل الحكومة من اعضائه وانصاره. ويظهر انه يعتقد بأن المرحلة المقبلة، قد تسمح لهذا الحزب بتشكيل الحكومة من دون شراكة وحماية بيرقراطية الدولة. وربما كان ذلك يرتبط بالدعم الامريكي لخطة الحكومة الاسرائيلية للانفصال من طرف واحد، وترحيل المشكلة الفلسطينية الى الاردن.

اكثر الاشياء طرافة ان الخطاب الليبرالي الجديد، يزاود على رئيس الحكومة، وعلينا، وهذه المرة يبدو ان برنامج التفكيك النهائي للدولة الاردنية سوف يرتدي لبوساً وطنياً اردنياً. وهذه مناورة مكشوفة تنم عن بلاهة سياسيّة. فالقول يرتبط بقائله..

والشعب الاردني، الذكي والحساس، يدرك ادراكاً عميقاً ان الوطنية ليست شعاراً، وانما ممارسة لها قواعد واساسيات اجتماعية وسياسية وثقافية.

وفيما يبدو أنه تصريح مغفل من الاسم، يهدد حزب الليبرالية الجديدة بأن «قافلة تطبيق الشعارات انطلقت» وانه «على النخب اعادة تأهيل نفسها للحاق بالقاطرة».

هل يجدر بالمعارضة الوطنية الاردنية، تقديم الدعم لحكومة البخيت؟ سؤال مطروح للنقاش، طالما ان البخيت يتعرض لهجمات الليبراليين الجدد. ولكن، مع ذلك، احسب انه مضطر لخوض المعركة وحده، وفق حسابات تكتيكية. فهذا هو سقفه.

Posted in Uncategorized.