عقد في عمان، مؤخرا، مؤتمر ‘ مسيحي’ بحضور 80 شخصية، وبرعاية من جهة مشبوهة ، وبتمويل أجنبي؛ وهو ما انعكس على البيان الختامي، كالتالي:
أولا، تجاهل البيان، كليا، الدور الذي لعبه قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ليس فقط في تشريد شعب عربي وشن الحروب واحتلال الأراضي، وإنما ، أيضا، في إطلاق قوى التطرف الديني، وتهجير المسيحيين من فلسطين والمشرق العربي؛
ثانيا، تجاهل البيان، كليا، دور الاستعمار الغربي والأميركي في تشجيع الانقسامات والتطرف الديني والمنظمات الإرهابية، وقيامها، خصوصا منذ العام 2011، بتمويل وتسليح الإرهابيين للعمل ضد سوريا والعراق، عبر حلفائهم الإقليميين؛ وبدلا من إدانة المستعمرين، والكشف عن جرائمهم في المشرق العربي، فإن البيان يشكرهم على ما قدموه من ‘مساعدات’؛
ثالثا، ركز البيان، بالمقابل، على محورية ‘الاستبداد’ باعتباره العامل الرئيسي في خلق مشكلة التطرف والتكفير، ونفى أن يكون المسيحيون المشرقيون ‘ ظهيرا’ لأنظمة الاستبداد في إشارة إلى ما هو معروف من تأييد المسيحيين المشرقيين للجمهورية العربية السورية. ويمثل ذلك التفافا على جوهر القضية، ويقوم على انكار الواقع السياسي القائم من دعم مسيحيي المشرق العربي للدولة السورية، لأنها علمانية، وللجيش العربي السوري الذي يمثل القوة الرئيسية التي تكافح التكفيريين والإرهابيين في المنطقة.
رابعا، يحاول البيان أن يبرئ بعض قوى التطرف الديني باعتبارها ‘ معتدلة’؛
خامسا، وكل ذلك يجعل من هذا البيان خطابا موازيا للخطاب الأميركي الغربي، مما يعكس توجهات الممولين؛
سادسا، إننا ندين بشدة، المؤتمر والمؤتمرين والبيان الصادر عنهم، ولا نعتبره بحال من الأحوال ممثلا لمسيحيي المشرق، وبالأخصّ للمسيحيين الأردنيين؛
سابعا، المجتمع المسيحي الأردني والمشرقي هو مجتمع علماني، وجزء لا يتجزأ من حركة القومية العربية؛ وعلى هذا، فإن الإكليروس الكنسي ـ مع احترامنا لمكانته الدينية ـ لا يمثّل المسيحيين المشرقيين والأردنيين،
سياسيا. وبما أننا نؤمن بفصل الدين عن السياسة، فإننا نعتقد أنه آن الأوان لوقف تدخل الإكليروس في المجال السياسي نهائيا