ناهض حتّر
تُرى،
حين افقأُ عينيكَ،
ثم أُركّب جوهرتين مكانهما..
هل ترى؟
هي اشياءٌ لا تُشتَرى!
* ** – أمل دنقل –
وصلت حمى البيع والشراء .. الى الكنائس! وما فاجأني – وادمى قلبي ان المحدثين يتوقفون عند الرقم الفلكي للصفقة .. والمساحة .. والمشتري .. والمشروع، لكن احداً منهم، لم يتوقف عند مأساة ان «العقار» – موضوع الصفقة – هو .. كنيسة!!
باختصار فان «كنيسة الفرير» و«مدرسة الفرير» والارض التابعة لهما – في جبل الحسين قيد البيع لمستثمر عقاري كبير، بمبلغ 22 مليون دينار، ينوي «رهبان الفرير» استخدامها في انشاء مدرسة جديدة في ضواحي عمان! هكذا بمنطق «عملي» لا يأخذ بعين الاعتبار تراث مدينة عمان، ومشاعر الاجيال من طلاب المدرسة، ورعية الكنيسة.
ومبنى الكنيسة الصغيرة الجميلة، هو من اقدم المباني في عمان المدينة، وهو جزء من تراثها المعماري والروحي، ولا يمكن ان يخضع للحسابات التجارية – العقارية الطاغية الآن، كالمدحلة، لكي تجعل عمان – مدينة بلا قلب ولا ذاكرة.
«العقار» تملكه «رهبانية الفرير». وهي هيئة اجنبية لا تخضع للكنيسة المحلية. وحين هاتفت الاب غالب بدر، مستفسراً، وجدته حزيناً مثلي، واعلمني ان مطرانية اللاتين تسعى بكل قوة، لمنع «الصفقة» البشعة.
وقد اتفقنا على اللجوء الى ضمير الناس، اذا فشل هذا المسعى.
انهم يبيعون المعنى والفكرة وصرخات الاطفال يوم العماد، وافراح العرسان وآهات الفاقدين، وصلاة الامهات، ووداعة الرجال والعُقُل المرفوعة عن الرؤوس احتراماً لكلمة الله! انهم يبيعون ظلال الاشجار في آحاد الصيف اللاهبة، وضحكات الفتية، ورنة الاجراس، وقطرات الماء على وجوه العجائز في الشتاءات البعيدة؟ انهم يبيعوننا!!!.