ناهض حتّر
الخاسر الاكبر في معركة الثقة النيابية بحكومة عدنان بدران، هو رئيس البرلمان عبد الهادي المجالي: إذ انه خسر -وكتلته- الصدقية السياسّية. لقد تكونت، لدى المجالي، عناصر قوة عديدة في السنوات الفائتة، وراكم مواقف وامكانات، تؤهله للعب دور قيادي في العملية الديمقراطية، وكان هذا احتمالا خصبا كتبت حوله اكثر من مرة. ولذلك فانني ملزم اليوم، بالقول ان هذا الاحتمال لم يعد واردا، بعدما منح المجالي ثقة خاصة- غير مطلوبة منه كرئيس للمجلس النيابي- الى حكومة الكمبرادور.
نواب بيان الحجب ال¯ ،48 هم الاخرون فقدوا صدقيتهم بمنحهم الثقة لحكومة اعترضوا عليها في وثيقة ديمقراطية جذرية لم يتحقق منها شيء سوى مطالب التوزير الجهوية، ولا يستطيع اي من هؤلاء- ما عدا الذين التزموا بالحجب- مخاطبة الرأي العام في شأن سياسي بعد الأن، لقد فوتوا – وياللأسف- فرصة ذهبية على الاردن وتطوره الديمقراطي وحياته النيابية والسياسية وبالمحصلة، كانت ثقة «نواب الحجب»، ردة لا يمكن تبريرها، افقدت المواطنين مرة اخرى، الثقة بالمجلس النيابي.
النائب عبد الرؤوف الروابدة، خسر معركة الصدقية مبكرا ، بوقوفه الى جانب حكومة تتعارض سياساتها وتركيبتها مع ما هو معلن من قناعاته السياسية وتكوينه الشخصي.. لكننا كنا نأمل من النائب عبد الكريم الدغمي ان يعوّض عن صمته الطويل، بحجب الثقة عن حكومة الكمبرادور، فيضمن موقعه القيادي في الحركة الوطنية لكنه لم يفعل.
حجب الاخوان المسلمين لا معنى،سياسيا، له: لانهم وقفوا منذ البداية، في صف حكومة بدران،وقدموا لها الدعم المعنوي، وساهموا في فك عزلتها، وكانوا -بصورة غير مباشرة- وراء بقائها.
«التجمع الديمقراطي» -برئاسة الدكتور ممدوح العبادي- كان اداؤه مميزا في خطابه السياسي والتزم معظم اعضائه بالحجب عن حكومة الكمبرادور.
وامام «التجمع» فرصة ممتازة لتحسين موقعه السياسي اذا جرؤ على فصل المانحين والممتنعين من اعضائه، وتقديم خطاب نيابي معارض ومثابر، بالتعاون مع المعارضين داخل البرلمان وخارجه.
وربما كان افضل ما يمكن عمله الان لتطوير الحياة النيابية والسياسية الاردنية، هو اجتماع الحاجبين- من غير الاخوان المسلمين- في كتلة معارضة وطنية تهدف بصورة منهجية الى عزل حكومة بدران وترحيلها.
لماذا لا يلتقي الحاجبون :« ممدوح العبادي وعبد الرحيم ملحس وعبد الله العكايلة ونايف الفايز وعودة قواس وروحي شحالتوغ ومحمد بني هاني ومحمد العدوان وعيد الثوابية ورائد حجازين وبسام حدادين وعبد الله فريحات وفلك الجمعاني وادب السعود وفايز شديفات وعلي سعيدات ومحمد الشوابكة» في كتلة نيابية جديدة تقدم خطابا سياسيا منهجيا للمعارضة الوطنية؟
ما زلنا نأمل.. ما زلنا نحاول.. ما زلنا نفكر من اجل التغيير الديمقراطي، غير قادرين على اليأس.. اليأس خصوصا من مرض الانفصام بين الذات والقناعات.. وبين المصالح والممارسات! خذوا- ايها الحاجبون- الزمام .. والفرصة.. الاخيرة.