ناهض حتّر
الصمت العربي والدولي على المجازر الامريكية في العراق، هو وصمة عار في جبين العروبة والانسانية. وانا أقصد، بالطبع، الصمت الجماهيري.. والصمت الشخصي. فالحكومات ضالعة، ولا تهزها الدماء. فهل تهزكم انتم سياسة هدم البيوت على الاطفال والنساء في الانبار؟ انها سياسة معلنة للحكومة العراقية التابعة للاحتلال، يتبجح بها مجرم في ثياب وزير.
أقله: لماذا لا توقد نساؤنا الشموع؟ لماذا لا ترسل انت، يا قارئي، برقية احتجاج الى الجامعة العربية، الامم المتحدة؟! يكفينا اجترار الآلام والاحباط… فلنفعل شيئاً. فلنصرخ في وجه القَتَلة.
ليس صحيحاً ان الغزاة الامريكيين، يقتلون.. ويعتقلون المجاهدين في القائم، بل المدنيين… في عملية عقاب جماعي وحشيّة، تستهدف ارهاب القاعدة الاجتماعية للمقاومة، بل انها عملية تدمير للعشائر العربية السنيّة، اجتمعت لها الاحقاد الاستعمارية والطائفية.
المجاهدون-وانا أتضامن مع هؤلاء الابطال، وأؤيدهم، وأرجو لهم السلامة والنصر معاً- لا يتركون انفسهم -وفقاً لأبسط تكتيكات حرب العصابات- هدفاً ثابتاً للقوات النظامية بل يتبعون -كما هو معهود- اسلوب الانسحاب أثناء الاشتباك، والضرب في مواقع اخرى. وهكذا، فان جميع العمليات النظامية التي نفذها الغزاة واعوانهم، منذ سنتين ونصف في العراق، فشلت في اضعاف المقاومة او الحد منها او حتى الحيلولة دون تعاظمها. المواجهات -وهذا درس معروف- تزيد المقاومين، خبرة وصلابة، وترفدهم بالمزيد من الرجال المكلومين من بربرية العدوان.
نحن نستصرخ الضمائر من اجل اطفال العراق، ولكننا لا نخشى شيئاً على المقاومة العراقية، وليس لدينا ادنى شك في حتمية انتصارها على الغزاة، فهي «1» تعبر عن دولة وطنية متجذرة. «2» تستند الى قاعدة اجتماعية ثابتة مرشحة للاتساع وليس العكس. و«3» تملك قيادات ميدانية مؤهلة وقدرات تسليحية ولوجستية واستخبارية عالية، خلفها النظام الوطني العراقي. ثم انها «4» تواجه احتلالاً ضعيفاً من حيث عديد قواته ومرونته ومعنوياته وتناقضات حلفائه.
ليس امام المحتلين الامريكيين في العراق سوى ارتكاب الجرائم، آملين بتغيير حقائق الصراع على الأرض. وهم واهمون. انهم لن ينجحوا إلا في اشعال الحرائق.. التي سوف تلتهمهم أيضاً، وتلتهم الاقليم كلّه. وليكن! فالأمم تنهض وتجدد شبابها التاريخي في معموديّة النار!