لطالما احتفل اليساريون الأردنيون بعيد الأول من أيار, عيد العمال العالمي, عيد العمل والكدح الجسدي والفكري في مواجهة الاستغلال ومبدأ الربح والفساد الرأسماليين.
كان النقاش يدور سابقا حول وجود طبقة عمالية أردنية تبرر, من حيث حجمها ودورها, وجود اليسار الأردني. لم توجد وليس هنالك اليوم طبقة عمالية بالمعنى الأوروبي, لكن المجتمع الأردني تحوّل في العقد الأخير, كليا, إلى مجتمع طبقي يدور الصراع المركزي فيه بين أقلية كمبرادورية وأغلبية شعبية من الكادحين. وبالمعنى التاريخي تكوّنت بالفعل بروليتاريا أردنية تعبر عن العمل في مواجهة الرأسمال, وتتشكل كإطار اجتماعي من العمال والموظفين والمعلمين والمتقاعدين العسكريين والنقابيين المهنيين المستقلين والفئات الاجتماعية الكادحة والمهمشة في الريف والبادية والمدينة والمخيمات, وتعبر عن حضورها سياسيا من خلال الحراك الشعبي والحركات الاجتماعية الجديدة والمناضلين الوطنيين الاجتماعيين والتقدميين.
مبادئ الأول من أيار في صيغتها الأردنية لها مضامين وطنية واجتماعية متداخلة, وهي :
1- وحدة الشعب الأردني وكيانه وهويته بمكوناته الوطنية المختلفة على أساس الإطار القانوني وحقوق وواجبات المواطنة لجميع المواطنين الأردنيين الحاصلين على الجنسية الأردنية في 31 تموز 1988 .
2- الدولة المدنية الديموقراطية القائمة على سيادة الدستور والقانون والحريات العامة والمدنية والتعددية السياسية والفكرية والثقافية, وفصل الدين عن الدولة,
3 – التمثيل السياسي الوطني الديموقراطي والنظام النيابي والولاية العامة لمجلس الوزراء,
4 – مجابهة المشاريع الاستعمارية الأميركية والصهيونية المحدقة بالأردن والمنطقة,
5 – بناء الإستراتيجية الدفاعية الوطنية المركزية على أساس المجابهة المنظمة للعدو الإسرائيلي,
6- التنمية الوطنية الشاملة المخططة بالتطابق مع الاحتياجات الاجتماعية وبقيادة قطاع عام اقتصادي ديموقراطي وعلى أساس القدرات المحلية, وبوصفها, أي العملية التنموية, مضادة للنيوليبرالية والكمبرادورية, ومؤسسة على التوسيع المستمر للتشغيل وزيادة الانتاجية,
7- أولوية تحقيق الخدمات الاجتماعية العامة الكفؤة والمجانية في مجالات التعليم العام والثانوي والجامعي والتدريب والثقافة والرعاية الصحية وتأمينات البطالة والأسرة والأمومة والشيخوخة, والخدمات الرمزية الكلفة في مجال النقل العام بين المحافظات وفي داخلها,
8 – إعادة توزيع الثروة بصورة منتظمة من خلال نظام ضريبي يقوم على التصاعدية, سواء فيما يتعلق بضريبة الدخل أو ضريبة المبيعات, وإعادة توزيع الموارد على المحافظات,
9 – دعم الزراعة والانتاج الحيواني والتصنيع الحرفي الزراعي من خلال التعاونيات, وتطوير نمط دينامي من الحماية المرنة للصناعات التي تتوفر على نسبة مؤثرة من المدخلات المحلية, وتقوم على العمالة المحلية,
10 – ربط الحد الأدنى للأجور بكلفة سلة العيش للأسرة, وبالتضخم, مع الأخذ بالاعتبار أشكال الدعم الاجتماعي الأخرى.
العرب اليوم