شبيلات: سوريا والعراق ضمانتان للأردنعرض عرفات الكونفدرالي إهانة******كتب ناهض حتر:لم يصبح ليث شبيلات »ضمير« الحركة الوطنية الاردنية بفضل ثباته على الحق وراء القضبان التي اغلقت عليه ثلاث مرات في العقد الاخير، ولا بفضل مثابرته فقط، ولكن بالاساس، لانه تطوع ان يكون عنوان الاجماع الوطني في التصدي للفساد والاسرلة.. وفي التضامن مع العراق، بينما ظلت »الدستورية« دائماً شعاره السياسي الواقعي ولكن الصعب، حتى انه رفض العفو الملكي، العام 1998، وآثر البقاء في السجن، لان العفو صورة من صور التدخل في صلاحيات السلطة القضائية.ليث الاسلامي الهوى بث في المؤتمر القومي العربي حرارة مفقودة حين تحدث عن العراق، وهو الآتي من بغداد، معتزاً بصمود العراقيين، وبالتكريم الخاص من الرئيس العراقي صدام حسين الذي استقبله لثلاث ساعات من »الحوار الفكري والسياسي«، يهمنا، هنا، منه، موقف القيادة العراقية من العهد الجديد في الاردن. فماذا قال صدام بهذا الخصوص؟رسالة صدام.. أكد الرئيس صدام على انه ليس للعراق اي مطمع في الاردن. ولا يريد سوى الحفاظ على استقرار »هذا البلد العربي«.قال الرئيس: لقد دعمنا الاردن والملك حسين، ومستعدون لتقديم الدعم للملك عبد الله في اقصى حدود يقررها الاردنيون. ونصح بالتأكيد على الاستقرار في الاردن للرد على الحاقدين الذين يريدون التشكيك واثارة المخاوف بعد الملك حسين.{ هل حملكم الرئيس صدام رسالة.. لا. ولكن رسالته المبدئية لعمان هي: لا تخافوا. فمهما اخذتم من قرارات مسيئة بحق العراق، فالعراق متمسك بالعلاقات الاستراتيجية باننا واحد وان حماية الاردن هي حماية للعراق وللامة العربية. ولن نلتفت للالغام التي يزرعها بعض الاردنيين في طريق العلاقات الاخوية.وقد كانت هذه، ايضاً، رسالة الرئيس حافظ الاسد لعمان، حين زارها وشارك في تشييع الملك الراحل، ثم ارسل ابنه لتهنئة الملك عبد الله، فازال المخاوف، وقدم، بذلك، خدمة للقضية العربية.ان العراق وسوريا ضمانتان للاردن.عرض عرفات.. اهانة{ ولكن الاردن في خطر؟ الاردن سيبقى »مؤقتا«، واشدد على هذه الكلمة »مؤقتاً«، طالما لم يستكمل الاميركيون والصهاينة رسم خريطة المنطقة. فاذا تمكنوا من العراق، ومن سوريا، ومن »الترتيبات النهائية«، فسيكون الوقت عندها قد حان لمشروع »الاردن هو فلسطين«. وفيما يتصل بالملكية فسيعاد تأهيلها لتتلاءم مع هذا المشروع او سيتم التخلص منها. ولا يعني ذلك ان هذا المشروع سيظل »مجمداً« حتى تتم كل الترتيبات الاميركية الاسرائيلية للمنطقة. فقد يكون هناك تحضيرات وتزامن.{ أفي هذا السياق نقرأ عرض ياسر عرفات الكونفدرالي؟ هذا العرض اهانة! انهم يستخدموننا »تكتيكياً« للخروج من خزي استحقاق الرابع من ايار (موعد اعلان الدولة الفلسطينية) أإلى هذا الحد وصل بنا الامر!؟ انه لامر مهين! في هذه الحدود أقرأ عرض رئيس السلطة الفلسطينية. أما الكونفدرالية كمشروع استراتيجي، فهي ترتبط كما قلت بالصورة النهائية للمنطقة. واعتقد انها تتطلب، اولا، حسم المسألة العراقية.الملك عبد الله{ كيف تقيم شخصية الملك الاردني الجديد عبد الله؟ يواجه الملك عبد الله وربما لفترة ليست بالقصيرة مشكلة. فليست عنده بالفعل خبرة. وهو لم يحظ بالتعليم والتربية اللازمين لكي يكون ملكاً. فقد كانوا يدربون حمزة (ابن الملكة نور) لهذا الموقع ولكن الانتكاسة الصحية داهمت الملك حسين قبل ان يتمكن من اتخاذ الاجراءات الدستورية والداخلية لتوليته.لقد قزّم الملك الراحل المؤسسات الدستورية وصغرها في جيبه. ولكنه كان قادراً، بحجمه السياسي وخبرته، على ان يملأ الفراغ اقليمياً ودولياً وحتى محلياً (اي على مستوى ادارة اليوميات). وعندما توفاه الله، اصابنا اليتم مرتين: مرة برحيله، ومرة برحيل المؤسسات (وهي في جيبه) معه. فتركنا في فراغ مخيف.على كل حال، لاحظت ان الملك عبد الله تعلم بسرعة عدم اطلاق التصريحات التي تغضب الشعب، ولكنني اعتقد انه لا يستطيع ان يقول لا للاميركيين. ومع ذلك فانني اسجل له انه كلف رئيس الوزراء مهمة التعامل مع الاسرائيليين. وقد كنا دائماً ننصح الملك الراحل ان لا يتورط في هذه المهمة، وان يتركها لرئيس وزرائه. فهذا اكرم واقل خطراً.{ هل انت مستعد لتقديم المشورة للملك الشاب؟ اذا استشارنا فسنشير عليه. لقد عرضت على ابيه ان اكون مستشاراً متطوعاً بلا مقابل وبلا منصب. ونحن ننصح له ان يفتح بابه للمستشارين، ولكن بشرطين ان تكون الاستشارة بلا مقابل، وان لا يشغل المستشار في المستقبل منصباً تنفيذياً. والا اصبح المستشار ضالا مضلا بدل ان يكون هادياً مهدياً.الروابدة{ اعرف عنك انك من الذين يحترمون رئيس الوزراء الاردني الجديد عبد الرؤوف الروابدة. لماذا؟ في العام 1989، عندما كنت رئيساً للجنة مكافحة الفساد في البرلمان. وهي لجنة فتحت ملفات كثيرة، و»حاسبت« رئيسين سابقين للحكومة ووزيرين اصبحا رئيسي حكومة لاحقاً، كان هناك شائعات عديدة تدور حول الروابدة. ولكن حدث ما كنت اتوقعه. وهو ان اي جهة لم تقدم اي ملف يتعلق بالروابدة. كما ان اسمه لم يرد في اي ملف آخر، مع انه كان قد شغل منذ اواسط السبعينيات عدة مناصب داخلية مهمة.ولقد استقبلت حكومة الروابدة بارتياح لنقطة واحدة وهي انه يتمتع بشخصية قوية. وربما كانت مفارقة ان تطالب المعارضة بحكومة قوية. ولكن ذلك ينسجم مع المطلب الدستوري، فرئيس الحكومة القوي يشكل نقلة الى الحالة الدستورية،. واتوقع ان لا يقبل الروابدة بان يعالج اي امر خارج صلاحيات الحكومة التي بددتها في السنوات الاخيرة شخصيات هلامية ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة. وقد سئمنا من مجابهة »الاشباح«، والسلطة المخفية«.{ هذا ينقلنا الى القضية الامنية؟ رئيس الحكومة القوي الواثق من نفسه والحريص على هيبته، لن يلجأ الى القمع والتعامل الامني مع المعارضة. وانا اتوقع »انفراجاً« في ظل حكومة الروابدة، وأرى انه قادر على ضبط الاجهزة الامنية. وقد ارسلت له اشير عليه باولويات وجدت ان على حكومته ان تبدأ بها واهمها تطهير القضاء. وقد تقبل الرجل النصيحة.الملكية الدستورية{ ارتبط مشروعك السياسي بشعار »الملكية الدستورية«، هل تعتقد ان الوضع الاردني الان اصبح اكثر اقتراباً من تحقيق هذا الشعار؟ اعتقد ان الفراغ الذي تركه الملك حسين، ستملأه المؤسسات الدستورية. وهذا التطور قد يحدث بصورة موضوعية. غير ان العقبة الاكبر هنا تتمثل في مؤسسة الديوان الملكي التي هي الآن غير دستورية فكادر الديوان بمن فيهم رئيسه، تابعون، في اصل نظامنا الدستوري، للحكومة. ورئيس الديوان، بالاصل، هو موظف برتبة وزير يعينه مجلس الوزراء ليكون صلة بين الحكومة والعرش، وفي العقدين الاخيرين غير الملك حسين الامر، فجعل للديوان الملكي نظام خدمة مستقلا واصبح الملك هو الذي يعين رئيس الديوان، مع انه في الاصل الدستوري ليس للملك اي امر من دون رئيس الوزراء او الوزير المعني. والان، ومع وجود شخصية سياسية قوية (عبد الكريم الكباريتي) على رأس »الديوان الملكي« الذي اصبح مؤسسة متضخمة وذات صلاحيات تتجاوز وظيفته الاصلية، تصبح الحكومة بجسمين وبرأسين. وهو امر لا يطيقه رئيس وزراء حر يحترم الدستور ويحترم نفسه. وبالاضافة الى هذا البعد الدستوري (وهو مهم جداً) فان الكباريتي، ايضاً، هو عنوان سياسي اميركي للتحالف مع الخليج ضد العراق والتعاون مع الصهاينة (وان كان بشكل اقل اندلاقاً من السابق).{ اذن، فالمعركة الدستورية الان تتعلق بصلاحيات الديوان الملكي؟ الديوان الملكي في الاصل هو هيئة تابعة للحكومة وخاضعة لها. وينبغي ان يعود الامر كذلك.