رؤى حزب الله (1-3)

ناهض حتّر
اعرض، تاليا، خلاصة لحوار نقدي مع احد عقول حزب الله. وانا اغفل، قصدا، ذكر الاسم وتفاصيل الحوار ليس لاعتبارات امنية، بل لانني بصدد خلاصة جدل فكري موضوعي، لا بصدد تصريحات صحافية. ومن البدهي انني اتحمل وحدي المسؤولية عن الافكار الواردة هنا.

قلت انه حوار نقدي جرى من دون مجاملات او دعاية، ودخل عميقا في قلب الاستراتيجيات المحلية والاقليمية والدولية.

(1)

يشعر حزب الله بانه قدم الحد الاقصى من الانموذج والدليل والمعنى، في التضحيات والصمود والقدرة على صد الالة العسكرية الاسرائيلية. لا يعني ذلك ان الحزب تعب من المواجهة. كلا. لكنه يدرك، بصورة ملموسة، حدوده وحدود لبنان.. في معركة هي معركة الشعوب العربية والاسلامية للتحرر من الاستعمار الامريكي والصهيوني وكسر حلقة التخلف.

تكمن الاهمية الاستراتيجية للمواجهة التي خاضتها المقاومة في لبنان في انها احدثت تغييرا جديا في موازين القوى الاقليمية لمصلحة العرب. والان، جاء دور العرب للافادة من هذا الواقع الجديد. وهذا هو سقف ما تستطيعه المقاومة الاسلامية، وما يستطيعه لبنان، بالمعنى الاستراتيجي. واية مواجهة جديدة سوف تكون تكرارا كميا لا نوعيا. ليست لدى اسرائيل القدرة على تدمير حزب الله. وليس لدى حزب الله القدرة على تحقيق انتصار استراتيجي على اسرائيل.

اذاً، فقد حققت المواجهة اغراضها، ولا معنى لتكرارها، الا لتأكيدها. وعليه فان تلافي تجديد الحرب على الجبهة اللبنانية، هو في مصلحة حزب الله… ولبنان.

(2)

في الاسبوع الثالث من الحرب، كانت نتائج المواجهة قد ظهرت بالفعل: اسرائيل في ورطة. لقد استوعب لبنان نتائج القصف الهمجي الاسرائيلي، وحافظ على وحدته، بينما اظهر حزب الله قدرته على الاستمرار في قصف شمال اسرائيل، والتصدي الناجح للعملية البرية والانزالات..الخ.

لماذا لم تستفد سورية من هذه اللحظة الفريدة في تحريك جبهة الجولان؟ لماذا لم تستفد المقاومة الفلسطينية منها في تصعيد عملياتها ضد الاحتلال؟ لماذا لم تتخط الشعوب العربية، حاجز التضامن… اضعف او اقوى- لا فرق- من نشاطات اليسار الاوروبي؟

* * *

بالطبع سوف اسأل انا- عند هذا المفصل- لماذا لم تستفد ايران، ايضا، بقلب الطاولة على الامريكيين في العراق؟

– ايران تريد الابقاء على الامريكيين في المستنقع العراقي لحماية انجاز برنامجها النووي بعد ذلك.

* * *

– لا. هذا مرفوض بالنسبة لي كعربي… كأردني ومن الناحية الاستراتيجية هل تظن ايران انه بامكانها ان تفوز في المواجهة مع الولايات المتحدة من دون طرد الاحتلال من العراق؟ فقط: وحدة العراق وحريته وازدهاره، هي التي تشكل سياق الهزيمة الشاملة للمشروع الامريكي في المنطقة كلها.

* * *

– صحيح وحزب الله ليس بعيدا عن هذا الموقف. لقد دفع ثمنا باهظا في الخلاف مع قوى شيعية عراقية واتجاهات ايرانية حول الاولوية المطلقة للمقاومة في العراق. ثم اضطررنا للسكوت. هل تريدنا ان نقطع مع الجميع؟

(3)

خرج حزب الله من الحرب منتصرا ذا هيمنة معنوية، لكنه حزب لبناني وسيظل حزبا لبنانيا في اطار المعادلة اللبنانية معنى ذلك انه 1- لن يسعى الى جوائز سياسية في الداخل. 2- لم ولن يسعى الى اقامة اي امتدادات تنظيمية خارج لبنان 3- لن يدخل في صراعات عربية- عربية.

Posted in Uncategorized.