ناهض حتّر
خدمة العلم لها ثلاث ضرورات وطنية،
«1» الدمج الوطني للشباب تحت العلم الواحد، وفي خدمته.
«2» معالجة مشكلة التدفق غير المنظم على سوق العمل، والتأهيل المهني واستخدام قوة العمل الشبابية الوطنية لتعويض النقص المزمن في رأس المال.
«3» تعزيز القدرة الدماغية.
ومن اجل الاستجابة لهذه الضرورات، فان الخطة الحكومية الخاصة بالعودة الجزئية الى خدمة العلم، مدة ثلاثة اشهر – لا تصلح. فهذه الفترة قصيرة جدا لاعادة تثقيف الشباب بروح الوحدة الوطنية والانتماء، كما انها غير كافية من اجل تأهيلهم عسكريا بالتدريب على استخدام الاسلحة الحديثة، والمشاركة في المناورات ..الخ بالاضافة الى ان الخطة الحكومية المشار اليها لا تسمح باستخدام «خدمة العلم» كأداة اقتصادية – اجتماعية.
في رأينا ان العودة الى «خدمة العلم» لا معنى لها من دون تصور استراتيجي يخرجها من الاسلوب القديم لاضاعة الوقت في «التجنيد الاجباري» ولا يحولها الى مخيم كشفي لمدة ثلاثة اشهر مثلما تقترح الحكومة.
المطلوب خدمة علم كاملة لمدة سنتين لكافة الشباب ذكورا واناثا – على ان تشتمل للجميع – على تدريب عسكري اولي ومحاضرات ولقاءات ونشاطات للتثقيف الوطني، ثم يكون امام الشباب، بعد ذلك خيارات متعددة تتوافق مع استعداداتهم وميولهم كالتالي:
«1» التدريب العسكري المكثف على الاسلحة الحديثة وذلك لتكوين رصيد وطني من القدرات القتالية اللازمة لتدعيم وتنويع اشكال الدفاع عن الوطن.
وهذه مسألة هامة جدا للمرحلة المقبلة من حياة الاقليم المضطرب، حين سيصبح على كل دولة ان تستعد لكي تسبح، وحدها في الفراغ الناجم عن انسحاب القوة العظمى الامريكية.
«2» التأهيل المهني المكثف في المجالات المطلوبة في سوق العمل، والتدريب العملي في المشاريع ومن ثم الخدمة الفعلية لحساب مشاريع ومقاولات لحساب القوات المسلحة.
«3» التطوع في مشاريع زراعة الاشجار الحرجية والخدمات الطبية والاجتماعية والانسانية في الريف.
«4» خدمة العلم للمهنيين في المحافظات.
«5» خدمة العلم كفترة تفرغ للمبدعين في الادب والموسيقى.. الخ.
وهذه بالطبع مجرد مؤشرات واقتراحات، ولا بد في كل الاحوال. من تطوير برامج ابداعية تستوعب وتشغّل – ولا تهدر طاقات الشباب لمدة سنتين.