في اليوم الأول من رمضان المبارك، ارتكب التكفيريون الإرهابيون، جريمة الهجوم على فرع المخابرات العامة في البقعة، وارتقى خمسة من شبابنا، شهداء؛ فهل بات في إمكاننا ألا نخوض المعركة التي نتجاهلها، وهي مفروضةٌ علينا، شئنا أم أبينا؟ دماء شهدائنا الزكية هي وصمة عار على جبين التكفيريين ومَن والاهم فكرا وتنظيما وتعاطفا، ومَن تجاهل المعركة ضدهم وضد فكرهم، لحسابات صغيرة. اليوم، وجه التكفيريون الإرهابيون لبلدنا ضربة موجعة تتضمن ثلاث رسائل، أولاها، أن الإرهاب مقتدر، وثانيتها أنه قرر أن يضرب المواقع السيادية، وثالثتها أنه قرر خوض حملة سياسية تجلب له التعاطف من أولئك الحاقدين على الدولة الأردنية، ومؤسساتها، وأجهزتها، حتى لو كانوا غير أصوليين أو تكفيريين. ومن المؤسف أن هناك مَن سيقع في هذا المطب، ويشمت!! كلا، فمهما كانت الخلافات والمشكلات، تقتضي الوطنية منا اليوم، إحاطة أجهزتنا الأمنية بالمساندة السياسية الصريحة.والردّ على هذه الرسائل ينبغي ألا يتأخر لحظة واحدة؛ أولا، ندعو الأردنيين إلى الإعلان عن الغضب المشروع لدماء أبنائهم، بمواقف سياسية صريحة وتجمعات ومسيرات ضد التكفيريين والمتأسلمين المرتبطين، علنا أو سرا، بالتنظيمات الإرهابية؛ ينبغي أن تكون رسالتنا واضحة : نحن لا نخاف ولا نجبن ومستعدون للمعركة التي ستقتلع جذور الإرهاب من بلدنا؛ ثانيا، ندعو الأردنيين إلى الاستيقاظ من موجة الطائفية المذهبية، وتعاطف البعض مع الإرهاب التكفيري لأنه موجه ضد الشيعة والعلويين والمسيحيين الخ؛ فاليوم، لدينا مثال صريح مفجع بأن الإرهاب التكفيري لا يوفّر شعبا ولا طائفة ولا مذهبا، وأن مشروع الإسلام السياسي، مهما يكن، لا بد وأن يبلغ نتيجة واحدة هي الإرهاب المعمّم. وعلينا أن ندرك أن هذا المشروع معاد للدولة الأردنية، وأنه يخدم خطة تقويضها بالفوضى وانهيار الأمن؛ ولذلك، فإن محاربتنا للإرهاب ينبغي أن تلتفت إلى محاربة القوى والقرارات والإجراءات المؤسسة للفوضى؛ ثالثا، ندعو إلى قرار أمني صارم بإجراء حملة اعتقالات واسعة النطاق، وبلا حسابات سياسية، ومن دون الخضوع للعبة الإرهاب السيئ والإرهاب الجيد!! على التو ينبغي ألا يبقى تكفيري أو مشتبه بأنه تكفيري أو مدافع عن التكفيريين أو متعاطف مع جرائمهم في بلدنا والمنطقة، خارج الاعتقال أو المساءلة. أذكّركم ، هنا، بأن تراخي الدولة السورية عن القيام بهكذا اجراء، ومحاولتها استرضاء قوى الإسلام السياسي في العام 2011، أدى إلى سوء العاقبة المعروفة، رابعا، ندعو إلى تأسيس هيئة ثقافية ـ اعلامية تباشر قيادة حملة جذرية ضد كل أنماط التكفير والطائفية والمذهبية وزج الدين في السياسة، والدفاع عن الدولة المدنية.فلنغضب.. ليس فقط على الإرهابيين، ولكن على أولئك الذين يخططون لمشاريع تغيير التكوين السياسي الأردني؛ فهؤلاء شركاء في الإرهاب!فلنغضب على التقصير في الحرب على التطرّف… ونحن لا نتحدث عن ذلك التقصير جزافا؛ بل إن الخارجية الأميركية نفسها، تنبه، في تقرير لها صدر الأسبوع الماضي، إلى ‘ تقصير القائمين (الأردنيين) على استراتيجية مكافحة التطرف.’ وذلك إرضاء لبعض القوى الإقليمية. فلنغضب! فلنقاتل! بالكلمة والبندقية معا! فلنغضب! آن الأوان لخوض المعركة!