ناهض حتّر
بموجب الصيغة الدستورية الجديدة، اصبح اسم الدولة العراقية كالتالي: “جمهورية العراق الاتحادية” وتم الاعتراف بالمليشيات الكردية “البشمركة” جيشا منفصلا لاقليم كردستان، ووضع جدول زمني عاجل لـ “تطبيع” الاوضاع في كركوك .. اي، باختصار ، “تكريدها” ، بما في ذلك طرد المواطنين العراقيين العرب.
ما جرى الاتفاق “الدستوري” عليه حتى الان، يشكل خضوعا كاملا للمشروع الانفصالي الكردي وهو ليس مشروعا قوميا ديمقراطيا ، ولا يقع في دائرة “حق الشعوب في تقرير مصيرها”، بل هو مشروع استعماري صهيوني بالكامل:
اولا لان الاحزاب الحاكمة في كردستان العراق، هي احزاب رجعية ومرتبطة بواشنطن وتل ابيب، ومعادية للعرب والعراق، وتريد استغلال مرحلة الضعف التي تعصف بالقومية العربية، للابتزاز والتوسع على حساب الارض العربية العراقية، بالاستناد الى خرافات اسطورية، تماما كما هو حال الاطماع الصهيونية، اننا امام كردستان توسعية عدوانية.
ثانيا، لان اقامة دولة كردية كاملة برئيس وبرلمان وجيش وحدود وعلاقات دولية الخ داخل الدولة العراقية، هو لغم معد للانفجار والحرب الاهلية واهون منه الانفصال الكامل.
ثالثا، لان المشروع الكردي معاد للعراقيين العرب.
رابعا ، لان «كردستان» التوسعية هي حليف لاسرائيل العنصرية التوسعية، على المستويين الموضوعي« المصالح» والذاتي «العلاقات والسيكولوجيا».
خامسا، لان الانفصال الكردي سيكون الملاذ الآمن للقواعد الامريكية في العراق.
هكذا ضمن الامريكيون حصة اسرائيل من الكعكة العراقية، وبالمقابل تسعى طهران لضمان حصتها ايضا، وقد طرح اتباعها العراقيون في «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية»- قوات «بدر» ، فورا ، مشروعا انفصاليا مقابلا لاقامة كيان انفصالي اخر في الجنوب والوسط، على اساس طائفي. وحدود هذا الاقليم، ليست حدود «الشيعة» بل مجاله الاطماع الايرانية في العراق. وكما يريد البرزاني والطالباني «تطبيع» الاوضاع في «كركوك» اي تكريدها- يريد عبد العزيز الحكيم، «وضعاً خاصاً» لمدينة بغداد.. اي، باختصار، «تفريس» عاصمة الخلافة العباسية.
سيكون «الاقليم الشيعي» واقعياً، كياناً ملحقاً بايران، وقد جرى التواطؤ مع الاحتلال الامريكي – البريطاني، منذ نيسان ،2003 على وضع المنطقة تحت النفوذ السياسي والأمني والثقافي لطهران وحلفائها. وقد جرت بالفعل، حملة ابادة للوطنيين في هذه المنطقة، بالاضافة الى «التطهير الطائفي» الذي بدأ بالفعل، ومن المحتمل ان يؤدي الى طرد حوالي مليونين الى ثلاثة ملايين سنّي يقطنون الآن، في «حدود» الاقليم الشيعي المقترح.
نحن يائسون من الشعب الكردي الشقيق، لكننا ما زلنا نأمل بانتفاضة عربية شيعيّة تعصف بالملالي الصفويين.