“جريح سوري .. “؟

‘ جريح سوري يشكو معاملة الأردن السيئة لنتنياهو ..’ ينبغي أن يكون العنوان: جريح من المعارضة السورية .. من ‘الجيش الحرّ’ ، كما هو في الخبر فعلا.
بالمناسبة أكثر من 700 جريح من ‘ الحر’ و’النصرة’ و’الجبهة الإسلامية’، أسعفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان.

أكثر من ذلك، فهي تزوّدهم بالمعلومات عن تحركات الجيش العربي السوري، و تشوّش على اتصالاته، وتوجه مقاتلي المعارضة إلى تنفيذ مهمات خاصة بالجيش الإسرائيلي، ومنها تدمير أو سرقة أجهزة حساسة في الدفاعات الجوية الخ.

حركة مقاتلي المعارضة يؤمنها الإسرائيليون في عدة معابر ، ويحمونها بالاشتباك مع الجيش السوري. للعلم، نحن نتحدث عن اللواء 90 في جبل الشيخ والفرقة العاشرة المنتشرة من القنيطرة حتى ريف دمشق، وهما يشكلان الجدار العسكري الصلب في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولا علاقة لهما بالقتال الداخلي الدائر.

مع ‘الجيش السوري الحر’ تخطط إسرائيل لاستعادة تجربة ‘ جيش لبنان الحر’ من خلال إقامة شريط حدودي ‘ طيب’ في الجولان، تماما كالشريط الذي كان يقوده انطوان لحد؛ لحد اسمه اليوم عبدالإله النعيمي!

في أساس الأساس، أسقطت المعارضة السورية ـ بكل فصائلها ـ منذ اليوم الأول ل ‘ الثورة’، العداء لإسرائيل من قاموسها؛ أقله قدمت تعهدات بأنها حال استيلائها على السلطة، سوف تقبل بالحدود الانتدابية في الجولان، بدلا من حدود 1967 التي كان الرئيس الراحل متشبثا بها، حتى أنه رفض السلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيلي من الجولان لا يمكنه من وضع قدميه في مياه طبريا.

الأسدان، الأب والابن، رفضا دوما توقيع صلح مع اسرائيل لا يسترد كامل الحقوق السورية؛ وكان يُعاب على دمشق أنها لا تقاتل في الجولان ـ بعد حرب 1973 ـ بالطبع، كان السوريون يقاتلون إسرائيل خارج الأسوار، لكن حسنا هذه المعارضة صديقة لإسرائيل أولا.

وإذا كان هناك مسؤولون أردنيون يعتقدون بأنه سيكون لهم أي نفوذ على تلك المعارضة، فهم واهمون. المعارضة السورية في جيب الأميركيين والإسرائيليين. صحيح أن دول تموّل وتجهّز وتسلّح، عمليات التصعيد في الجنوب السوري، لكن كل هذه السيول تصب لدى إسرائيل.

غدا، إذا فشلت الغزوة التي يتم تحضيرها انطلاقا من الأردن نحو جنوب سوريا، سوف تتهم المعارضة، الأردنيين، بالتقصير، وتحسبها دمشق على عمان، وإذا نجحت تلك الغزوة، فهي لن تصل دمشق أبدا، بل ستنشئ جدارا طيبا في خدمة إسرائيل. وسيكون على الأردن أن يتحمل المسؤولية أمام الله والتاريخ!

Posted in Uncategorized.