تصبحون على خير!

ناهض حتّر
اكتشفت أخيراً انني أخسر الكثير بسبب مقاطعتي لنشرات الاخبار في التلفزيون الاردني. هنا، توجد تغطيات من الصعب العثور على مثيلاتها في اية وسيلة اعلامية على الاطلاق.

وعلى سبيل المثال – لا الحصر – شاهدت تقريرا يوضح الجهود الحثيثة التي تبذلها الادارة الامريكية في اسعاف مدينة «نيو اورلينز» المنكوبة باعصار كاترينا. وكان ذلك مدهشا حقا، ويمثل سبقا صحافيا عالميا، لان كل محطات التلفزة ووكالات الانباء والصحافة حول العالم، كانت ليلتها (الاحد الماضي) تقول العكس.

صحيح ان تقرير التلفزيون الاردني اشار، في ذيله، الى «انتقادات» حول الاداء الامريكي في التباطؤ في عمليات الانقاذ، الا انها كانت اشارة هامشية. بينما ظهر الرئيس بوش الصغير على الشاشة مؤكدا «ان الوضع يتحسن» وكان مذيعنا متحمسا ومتعاطفا للغاية مع نشاط فرق الانقاذ والطائرات التي تلقي المؤن من السماء، وهو ما لم يلحظ روعته مراسل ال¯ «بي بي سي» الذي كان ينقل عن المواطنين الامريكيين المنكوبين، سخطهم من هذه الطائرات الجبانة التي تسقط حمولتها اينما اتفق وتفر من الكارثة من دون ان تحمل معها احدا من المعزولين، او يتبصر طياروها بمواقع التجمعات البشرية المهددة، ولم يشأ التلفزيون الاردني، احتراما للمشاعر العامة، الاشارة الى فرق القتل التي اطلقتها الحكومة الامريكية لاطلاق النار على الجوعى الباحثين عما يسد الرمق.

بعد ذلك مباشرة، اعلن المذيع الاردني – بحماس اشدّ – عن سبق صحافي كبير، من دون ان يُبرز – تواضعا – عبارة «عاجل .. عاجل.. » على الشاشة – وعلمنا للتو بأن الوزير الفلسطيني محمد دحلان «خص التلفزيون الاردني بحديث» من مشفاه بعمان.. وقد طمأننا الوزير – شخصيا، وهو يرتدي بدلة كاملة، ان صحته جيدة وانه تسلم القسم الاول من التقارير الطبية – وهي ممتازة. كل ما في الامر ان الوزير يعاني من «شد عضلي» ناجم عن «الانهماك في العمل». وقد اشتكى دحلان من انه لم يأخذ اجازة منذ وقت طويل، وهو يواصل العمل، ليل نهار، في خدمة الشعب الفلسطيني.

كان اللقاء ضربة اعلامية سياسية ضد الدعايات الاسرائيلية حول صحة الوزير الفلسطيني، الذي يدل وجوده في احد مستشفياتنا على الدور الذي تلعبه عمان في دهاليز المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية – المصرية، تصبحون على خير.

Posted in Uncategorized.