ناهض حتّر
باعلان جيش الاحتلال الامريكي عن انسحاب “جزئي” من العراق، ربيع العام المقبل، تكون صفحة الاحتلال الغاشم قد طويت “فالجزئي” تساوي هنا “الكلي” لان 160 الف جندي امريكي وحليف. لم يستطيعوا مواجهة المقاومة العراقية، فما الذي سيفعله، لاحقاً، بضعة الاف. هؤلاء سوف يصبحون رهائن لدى المقاومة.
أما رجل ايران الذي اوصلته الانتخابات الامريكية المزورة لرئاسة وزراء العراق ابراهيم الجعفري، فهو يرتجف، هلعاً، منذ الآن، ويتوسل سادته في واشنطن الا يفاجئوا «الحكومة العراقية» «با نسحاب مفاجىء».
لانريد الان ان ننكأ الجراح، ونبدأ جردة الحساب مع اولئك الذين – بين ظهرانينا – روجوا لابدية الاحتلال فلذلك موعده ولكننا نقتصر على القول بانه ظهر للملأ ان شعبنا الذي حافظ على ايمانه بانتصار العراق على الغزاة، هو اكثر حكمة وحنكة من الحكومات.
ولذلك، ربما جاء الوقت لكي يستمع المسؤولون الاردنيون الى حكمة الشعب، اقله فيما يتصل بالشأن العراقي:
اولا، اوقفوا حالاً مشروع ارسال سفير اردني الى بغداد! اوقفوا العلاقات الثنائية مع حكومة الدمى «العراقية»، واسحبوا الاعتراف بما يسمى «العملية السياسية» الجارية في العراق. فكل ذلك، سوف يصبح، عما قريب، في مزبلة التاريخ.
ثانيا، استنادا الى القانون الدولي والمواثيق العربية وارادة الشعب الاردني، اعلنوا فورا الاعتراف السياسي الصريح بالمقاومة العراقية.
ثالثا، بالنظر الى الاهمية الاستراتيجية للعلاقات الاردنية العراقية سياسيا وامنيا وتنمويا وعاطفيا، تعالوا نصوغ مبادرة اجماع وطني نحو العراق، تنطلق من الآتي: «1» إعادة احياء القوات المسلحة العراقية «الوطنية»وتمكينها من بسط سيطرتها على العراق، للتزامن مع الانسحاب العاجل لقوات الاحتلال، «2» الدعوة الى مؤتمر عراقي للمصالحة الوطنية في عمان تحضره جميع الاطراف المستقلة عن التأثيرات الدولية والاقليمية على اساس وحدة العراق وعروبته في اطار نظام ديمقراطي بأخذ بعين الاعتبار المصالح المشروعة- وليس الاطماع المتصهينة للاقليات «3» مطالبة واشنطن وحلفائها بدفع تعويضات الحرب «4» التصدي الحاسم للاطماع والادعاءات الفارسية والكردستانية في العراق والتعديات الكويتية على الحدود العراقية.
الان ..الان على الاردن والعرب، المبادرة الى الاستفادة من هزيمة الامريكيين، واعادة تنظيم الصفوف، وبذل كل المساعي الممكنة لمنع نشوب الحرب الأهلية في العراق، ضمان اعادة بنائه في اطار حملة عربية واسلامية ودولية جادة لاعادة اعمار بلد عربي مركزي نستطيع استعادته قريبا، الى دوره الطبيعي في شتى المجالات.
بشائر النصر ظهرت.. فأين بشائر الصحوة؟